بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تشرين الأول 2023 05:24م تحذيرات عربية ودولية للبنان من تبعات الانزلاق إلى مواجهة مع إسرائيل

حجم الخط
يخفي الهدوء الهش الذي تعيشه المناطق الحدودية، الكثير من المخاوف لدى السكان، من انفجار الأوضاع العسكرية بين "حزب الله" وإسرائيل في أي لحظة، في ظل تصاعد حالة القلق من الآتي، وبعد تبادل القصف المدفعي بينهما أمس، ما رفع منسوب المخاوف من اقتراب موعد المواجهة الشاملة بين الطرفين . في حين سادت، اليوم، أجواء من التوتر والحذر والترصد الأمني، على طول الخط الأزرق، بينما سيرت قوات "اليونيفيل" والجيش اللبناني دوريات مُشتركة. وقد شهدت المناطق التي تعرّضت للقصف من جانب إسرائيل نزوحاً للأهالي من أطفال ونساء، بعدما أقفلت معظم المدارس الرسمية والخاصة أبوابها في قرى صور وبنت جبيل.

وما يخشى منه وسط هذه الأجواء المضطربة، أن يفتح رد الحزب الأكبر المتوقع على استشهاد ثلاثة من عناصره، بعد رده الأولي، أمس، الباب على مصراعيه أمام هذه المواجهة التي قد لا يكون موعدها بعيداً، في ظل اتساع رقعة العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة . وفي ظل معلومات عن أن "حزب الله" يعد العدة لكل الاحتمالات، باعتبار أنه لن يسكت إذا ما قامت إسرائيل بتجاوز الخطوط الحمر، فيما أعلنت حركة "حماس"، الجمعة المقبل, يومًا للنفير العام في العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم، للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته, حيث دعت جماهير الأمة العربية والإسلامية وجماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان وفي مخيمات اللجوء والشتات، إلى الزحف نحو حدود فلسطين في حشود ضخمة للإعلان عن تضامنهم مع فلسطين والقدس والأقصى. وهو ما يخشى معه من خروج الأمور عن السيطرة، في حال حاول المتضامنون مع غزة، تجاوز السياج الشائك والدخول إلى فلسطين المحتلة .

ووسط ارتفاع وتيرة التحذيرات الأميركية للحزب من فتح جبهة الجنوب، وهو موقف قوبل بتنديد داخلي، لفتت الزيارة التي قامت بها السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث تركز الحديث حول تطورات الأوضاع المتسارعة في الجنوب، في وقت علم أن شيا، أكدت على ضرورة عدم زج لبنان في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل، بالنظر إلى تداعياتها الكارثية على البلد الذي لا يتحمل مزيداً من الانهيارات والخسائر التي طالت جميع مرافقه . وإزاء الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، من المنتظر أن تعقد حكومة تصريف الاعمال جلسة، بعد غد، في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء بموضوع النزوح السوري . 

وإذ أمل بيان صادر عن رئاسة الحكومة، تلبية جميع الوزراء لنداء الواجب للمشاركة في الجلسة المُقرّرة ، سيما في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد، فإن المعلومات المتوافرة ل "موقع اللواء"، لا تشير إلى أن هناك رغبة لدى الوزراء الذين يقاطعون جلسات الحكومة، بالاستجابة لدعوة ميقاتي الذي تنتابه مخاوف على الاستقرار والأوضاع الأمنية، في حال تطورت الأمور نحو الأسواء. ولهذا الغرض اجتمع إلى قادة الأجهزة الأمنية، طالباً منهم التشدد في إجراءات الحفاظ على الأمن، بعدما كان بحث الأمر عينه مع قائد الجيش العماد جوزف عون .

وإزاء الخشية من جر لبنان إلى "طوفان الأقصى"، فإن أوساطاً دبلوماسية عربية، ترى أن  لبنان لن يكون قادراً على تحمل تبعات دخوله في حرب غزة، في ظل ظروفه الراهنة . وهذا ما يفرض على جميع الأطراف وضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار، وعدم استخدام الساحة اللبنانية كصندوق بريد وخدمة لأطراف خارجية، توازياً مع ارتفاع الأصوات الداخلية الداعية الحزب إلى عدم توريط لبنان في حرب مع إسرائيل، لأن النتائج ستكون كارثية، وبالتالي فإن المطلوب تحييد البلد، واتخاذ ما يلزم من أجل حمايته وتحصين استقراره وسلمه الأهلي . وتحت هذا العنوان جاءت  مناشدة لجنة التنسيق اللبنانية - الفرنسيّة  (CCLF) وزيرة الخارجيَّة الفرنسيَّة كاثرين كولونا في رسالة وجهتها إليها بأن "تبذُل كافَّة جهودها الديبلوماسيَّة للضغط على إيران، لثنيها عن دفع حزب الله للمشاركة في الحرب القائمة بين إسرائيل و"حماس"، بما يُحيّد لبنان عن مخاطر مدمِّرة". 

وليس سراً أن هناك رسائل دبلوماسية غربية وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين، منذ اليوم الأول ل"طوفان الأقصى"، تدعو لبنان إلى تجنب فتح أي مواجهة مع إسرائيل. أي القيام بالضغوطات اللازمة على "حزب الله" لعدم الاستجابة لمطالب "حماس" بوحدة ساحات المقاومة، لأن ذلك سيجر لبنان إلى مستنقع الدماء والدمار، لأن إسرائيل قد تتخذ من الدعم الدولي الذي تلقاه، غطاء للانتقام من لبنان ومقاومته، بعد الهزيمة التي لحقت بها في عدوان تموز 2006. 

وعلى هذا الأساس فإن المراقبين لا يتوقعون أن يكون الحزب هو المبادر بالحرب ضد إسرائيل، إلا عند تجاوزها لهذه الخطوط الحمر .