بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 شباط 2018 07:04ص تحفُّظْ لبناني على مقترحات ساترفيلد حول الرقعة البحرية لكن التفاوض مستمر

إسرائيل تتراجع عن بناء الجدار الحدودي إلى داخل الأراضي المحتلة

حجم الخط
أعادت التطورات الاقليمية الميدانية والسياسية المتسارعة،سواء التهديدات الاسرائيلية او المواجهة العسكرية السورية – الاسرائيلية يوم السبت، توحيد الموقف اللبناني الرسمي تجاه هذه التطورات،وتكلم الرؤساء الثلاثة والمسؤولون السياسيون لغة واحدة حيالها وبخاصة حيال التهديدات الاسرائيلية،لا سيما في اللقاءات التي عقدها مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد في لبنان خلال زيارته لبنان الاسبوع الماضي،والتي مهّد فيها لزيارة وزير الخارجية الاميركية ريكس تيليرسون الى بيروت الخميس المقبل.
ويأتي تيليرسون الى بيروت في ظل وضع اقليمي متوتر على امتداد المنطقة،من الخليج الى سوريا مرورا بفلسطين المحتلة،ما يفترض انه يحمل مقترحات او افكارا للتهدئة،ولا سيما لجهة إبقاء لبنان بعيداً عن اجواء التوتر والمواجهات العسكرية،التي دخلت فيها اسرائيل طرفاً واضحاً سواء في سوريا او في لبنان بدرجة أقل،بعدما لمست ان ما يجري يؤثر سلباً عليها،سواء في لبنان بعد قرار تلزيم بلوكات النفط في البحر بخاصة البلوك رقم تسعة الذي تدعي ملكيتها لجزء ولو بسيط منه،او المواجهة الجوية التي جرت في سوريا واسقطت المضادات الصاروخية السورية خلالها طائرة «اف 16» التي تعتبر مفخرة سلاح الجو الاسرائيلي.
  ولعل التوتر السوري- الاسرائيلي،والذي لم يعد يُخفي توترا ايرانياً – اسرائيلياً،كاد ينعكس على لبنان يوم السبت الماضي مع تبادل الاستنفار العسكري على الحدود الجنوبية بين جيش العدو وبين الجيش اللبناني و«حزب الله»،ومع تبادل الاتهامات بين اسرائيل وايران حول تصعيد الموقف العسكري،وهو ما كاد يُشعل فتيل مواجهة عسكرية لولا التدخل الاميركي – الروسي بطلب اسرائيلي لاحتواء الموقف ووقف التصعيد.
  وفي هذا الصدد،يقول وزير بارز معني بالوضع على الحدود:ان الاتصالات أظهرت ان لبنان بمعزل عن انعكاسات التوتر الاقليمي عليه، لسببين اساسيين:الاول هو المسعى الاميركي لمعالجة الخلاف النفطي مع اسرائيل،والثاني المخاوف من انفلات الوضع على الحدود وتهديد اسرائيل جدياً،وهي غير المستعدة لحالة مواجهة مفتوحة او حتى محدودة مع الجيش والمقاومة في لبنان.
وتشير مصادر المعلومات الى ان المبعوث الاميركي ساترفيلد اثار مع المسؤولين اللبنانيين مقترحات معينة حول معالجة مشكلة «البلوك 9»،تقوم على مباديء مقترحات مبعوث الخارجية الاميركية فريديريك هوف القاضية بتقاسم المنطقة المختلف عليها في البلوك9 بين لبنان واسرائيل والبالغة مساحتها 863 كيلومتراً مربعا،على ان تكون حصة لبنان منها 580 كلم والباقي لأسرائيل،واقترح ساترفيلد إمكانية تحسين حصة لبنان قليلا، لكن الموقف اللبناني الموحد كان التحفظ على المقترح لأنه يعتبر ان هذه المنطقة هي له كاملة من ضمن حدوده البحرية وحدود المنطقة الاقتصادية الخالصة،في حين تدعي اسرائيل ملكية جزء صغير من جنوب غرب الرقعة النفطية.إلا ان لبنان لم يقفل ابواب التفاوض لعدم تصعيد الموقف،وهوينتظر زيارة الوزير تيليرسون لمعرفة المزيد عن المقترحات الاميركية لمعالجة المشكلة.
  وفي هذا الصدد توضح مصادر مقربة من مرجع رسمي انه من الخطأ القول ان اسرائيل تدعي ملكية كامل الرقعة البحرية في البلوك تسعة،بل هي تدعي ملكية جزء يسير منها تبلغ مساحته نحو مائتي كلم من اصل 1742كلم هي مساحة الرقعة البحرية كاملة،لكن لبنان يرفض الاقرار لإسرائيل بأي حصة ويؤكد ان ملكية البلوك9 كاملة تعود له. 
  وفي جانب آخر،يبدو ان ساترفيلد تمكن من التوصل الى حل ولو مؤقت لمشكلة بناء اسرائيل الجدار الاسمنتي على الحدود في منطقة الناقورة،وكشف الوزير المعني ان اسرائيل ستوقف بناء الجدار في النقاط التي تحفظ عليها لبنان منذ العام الفين داخل حدوده وسيتم نقله الى الخلف داخل اراضي فلسطين المحتلة،خشية ان يتحول الى سبب لمواجهة عسكرية او توتر مع لبنان لا يريده احد في هذه المرحلة.وسيكون هذا الموضوع مدار بحث ايضا بين الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل وبين الوزير الاميركي الخميس المقبل. 
  وفي حين أثار ساترفيلد ايضاً موضوع سلاح «حزب الله» والتسريبات عن نقل صواريخ ايرانية الى لبنان وعن انشاء مصانع للصواريخ في لبنان،فهو لم يحصل على ما يؤكد هذه التسريبات او يشفي غليله،لكن مجرد طرحها يعني ان الادارة الاميركية لا زالت ماضية في سياستها ضد الحزب،وبخاصة موضوع مشاركته في الحرب السورية والتسلح الصاروخي بمواجهة اسرائيل،ولعل تيليرسون سيثير هذا الموضوع ايضا مع لبنان،وربما يحصل على النتيجة ذاتها،بأن الحل بوقف اعتداءات اسرائيل ووقف تهديداتها وخروقاتها للسيادة اللبنانية.