بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 أيار 2024 06:30م تحفظ لبنان على الورقة الفرنسية لا يمنع استمرار المساعي الخارجية لتحييده

معالجة تداعيات النزوح بموقف وطني يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته

حجم الخط
مع تصاعد المواجهات على الجبهة الجنوبية بين "حزب الله" وإسرائبل، ربطاً بالعدوان المستمر على قطاع غزة، فإنه من الطبيعي أن تتراجع سائر الملفات الأخرى، وإن كان موضوع النازحين لا يزال مثار أخذ ورد، حيث من المنتظر عقد جلسة برلمانية، اليوم، لمناقشة هذا الموضوع . ومن المتوقع أن يتحدث العديد من النواب الذين يأخذون على حكومة تصريف الاعمال عجزها عن إعلاء الصوت، أمام المغريات الخارجية، وآخرها المليار دولار، للمطالبة بإعادة النازحين إلى بلدهم، باعتبار أنه ما عاد للبنان قدرة على تحمل أعباء النزوح، ما يهدد بتداعيات لا يمكن التكهن بنتائجها في المرحلة المقبلة، إذا استمر الوضع على ما هو عليه . وتشير مصادر متابعة لهذا الملف، إلى أن المطلوب الخروج من الجلسة النيابية بموقف نيابي موحد، يضع النقاط على الحروف، ويطالب بضرورة القيام بكل ما من شأنه، العمل على تسهيل عودة النازحين إلى سورية، لأنه ما من مبرر لبقاء هؤلاء حيث هم، توازياً مع حراك دبلوماسي باتجاه المجتمع الدولي، من أجل مطالبته بالعمل على تهيئة المناخات لإعادة النازحين إلى بلدهم في أسرع وقت، تجنباً لمزيد من الأزمات التي ترزح تحتها الدول التي تستضيفهم، ومنها لبنان . 




وبالرغم من التحفظات اللبنانية المتعددة على الورقة الفرنسية التي تسلمتها باريس، بعد موقف "الثنائي" السلبي منها، كونها تأخذ في الاعتبار حاجات إسرائيل الأمنية بالدرجة الأولى، فإن المساعي الدولية الجارية لتجنيب لبنان تمدد الصراع، لا زالت مستمرة، والتي يبدو بوضوح أنها باتت في سباق محموم مع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة والمترافقة مع اتساع رقعة الاعتداءات على مناطق واسعة من الجنوب، حيث يجهد الوسطاء، للضغط على إسرائيل بهدف منعها من شن عدوان على لبنان، سيرتب تداعيات في غاية الخطورة على المنطقة برمتها . وهو أمر كان في صلب المحادثات التي أجراها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في القاهرة، مع وزير الخارجية المصرية سامح شكري، حيث كان توافق مصري فرنسي على ضرورة تأمين مظلة حماية للبنان، والدفع من خلال الاتصالات والمشاورات الجارية عبر سفراء "الخماسية"، لإيجاد مخرج للأزمة الرئاسية، وبما يعبد الطريق أمام حصول توافق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت. 



وفي ظل تسارع الأحداث الميدانية على الجبهة الجنوبية، وما يمكن أن تتركه من تطورات، فإن "حزب الله" ليس في وارد تقديم التسهيلات لحل أي ملف آخر، وتحديداً ما يتصل بالانتخابات الرئاسية، سيما وأنه حتى الآن ليست هناك مؤشرات، توحي بأن "الحزب" تحديداً، أصبح مستعداً للتنازل عن مرشحه سليمان فرنجية لمصلحة رئيس تسوية، لا يبدو أن ظروف التوصل إليه أصبحت ناضجة، على أهمية حراك "الخماسية"، ووصول مبادرة "الاعتدال" إلى حائط مسدود إذا صح التعبير، وسط دعوات متزايدة ل"حزب الله" بضرورة فصل قضية الانتخابات عن ملف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، باعتبار أنه حان الوقت لفصل قضايا لبنان عن محيطه . وإلا فإن الشغور الرئاسي سيستمر، ما يعني بقاء الأزمة في لبنان، ما يهدد بزيادة حدة الانقسامات، وما ستتركه من انعكاسات بالغة السلبية على الأوضاع الداخلية برمتها .



وقد كانت تطورات الأوضاع في لبنان بكافة تشعباتها، محور الاجتماعات التي عقدها وفد من المعارضة النيابية في الأمم المتحدة، سيما ما يتصل بالوضع المتفجر في الجنوب، في ظل تزايد المخاوف من خروج الأمور عن السيطرة، إضافة إلى البحث في سبل التخفيف من تداعيات ملف النزوح على لبنان، في وقت شدد الوفد للمسؤولين الأمميين الذين التقاهم على أن المدخل للخروج من هذا الوضع الشاذ في لبنان، يكمن في الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية . إذ أن المعارضة ومن خلال الزيارات الخارجية التي تقوم بها، تريد إيصال وجهة نظرها، بما تمثله من ثقل داخلي، حيال العديد من الملفات التي ينبغي التوصل إلى حلول وطنية لها، خشية تفاقمها وتعثر إيجاد مناخات تساعد على تجاوزها، ما قد يعرض الوحدة الوطنية لمخاطر جسيمة، لن يكون للبنانيين قدرة على تحملها . 


كما أن المعارضة اللبنانية المرتابة إذا صح التعبير من مواقف المجتمع الدولي، تريد الحصول على أجوبة صريحة وواضحة، في ما يتصل بالكثير من الملفات الداخلية التي تثار بشأنها التساؤلات، وتحديداً ما يتصل بالوضع في الجنوب، وأهمية تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وما يتصل بالانتخابات الرئاسية، وضرورة مبادرة الأمم المتحدة إلى القيام بخطوات من شأنها الإسراع في انتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت، من خلال دعم مساعي "الخماسية"، سعياً لإنجاز هذا الاستحقاق، وطي صفحة الشغور، كي لا تبقى المواقف الخارجية، مجرد تمنيات لا تقدم ولا تؤخر . وتشير مصادر معارضة إلى أن "الأمور وصلت في لبنان إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها، بعدما بلغ الانهيار حداً لا يمكن السكوت عنه، سيما مع إصرار حزب الله عل الإمساك بقرار الحرب والسلم، توازياً مع تعطيله دور المؤسسات، بإصراره على منع حصول الانتخابات الرئاسية، إذا لم يضمن إيصال مرشحه إلى قصر بعبدا .




وفي الموازاة، تترقب الأوساط السياسية موعد انعقاد القمة العربية المنتظرة في مملكة البحرين، الأسبوع المقبل، حيث سيكون الملف اللبناني حاضراً على جدول الأعمال، في ظل خشية عربية واضحة من خطورة ما يجري، عبر عنها بصراحة وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني، في لقاءاته مع المسؤولين خلال زيارته الأخيرة لبيروت . وستكون القمة مناسبة لتحذير القيادات اللبنانية من خطورة عدم التوصل إلى توافق بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، يخرج البلد من مأزقه، ويعيد جسور التواصل مع الخارج، في إطار العمل على تعزيز استقرار لبنان وحماية سيادته، سيما وأن البحرين تقوم بجهود من أجل إبعاد شبح الحرب عن لبنان، بضرورة التأكيد على التزام القرارات الدولية، وعدم استخدامه ساحة لتصفية الحسابات .