بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 كانون الثاني 2024 04:08م تحول نوعي في هجمات المقاومة ينذر باتساع المواجهات وخروجها عن السيطرة

هل يسلم "حزب الله"برئيس من "الخيار الثالث" وفق مواصفات "الخماسية"؟

حجم الخط
يؤشر اتساع رقعة المواجهات الجنوبية بين "حزب الله" وإسرائيل، إلى أن الميدان مرشح لأن يخرج عن السيطرة في أي وقت، ما قد يدفع إلى امتداد الحريق إلى ما هو أوسع بكثير من مناطق التوتر القائمة، سيما بعد التحول النوعي في مسار العمليات الحربية على الحدود، مع إدخال "حزب الله" إلى المعركة ، قوة صاروخية مرعبة، ذات قدرات تدميرية عالية، تضاهي ما تمتلكه الجيوش النظامية المتقدمة، عدة وعدداً، وبإمكانها إلحاق أضرار كبيرة بجيش الاحتلال، وضرب أهداف دقيقة وحساسة داخل الكيان الغاصب، في وقت يزداد العدو الإسرائيلي شراسة، في تدمير القرى والبلدات، ولم يعد يفرق في إجرامه بين الأهداف العسكرية والمدنية .


ويبدو المشهد المتفجر جنوباً، في سباق محموم بين الحرب الواسعة، وبين محاولات دبلوماسية تواجه صعوبات بالغة في إقناع إسرائيل بالتخفيف من حدة تهديداتها للبنان، والكف عن الاستمرار في الاعتداء على أراضيه واستباحة سيادته، من خلال التزام مندرجات القرار 1701، في وقت أبدى لبنان استعداده للتفاوض مع إسرائيل بطريقة غير مباشرة، من أجل إنهاء الترسيم البري، ووضع حد لاعتداءاتها المتواصلة على جنوبه، بانتظار مجيء الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، سعياً لنزع فتيل التوتر المتصاعد على الحدود الجنوبية، وبما يفتح الأبواب أمام إنجاز الترسيم البري على غرار البحري .  


وفي حين من المنتظر أن يزور سفراء المجموعة الخماسية في بيروت، رئيس مجلس النواب نبيه بري، اليوم، للبحث في سبل تقريب المسافات بشأن الانتخابات الرئاسية، ، فإن المعطيات لا تشير إلى إمكانية حصول تبدل في المشهد الرئاسي القاتم، سيما وأن الأمور على ما يبدو، وتحديداً ما يتصل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، معلقة إلى حين انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، باعتبار أن الاهتمامات مصوبة نحو ما يجري في المنطقة، وسط مخاوف جدية من اتساع رقعة الصراع وتمدده إلى الإقليم برمته . باعتبار أن حادثة مقتل ثلاثة جنود أميركيين، تعتبر تطوراً بالغ الأهمية، قد يدفع واشنطن لتوجيه ضربات للإيرانيين، كونها تتهم طهران بالوقوف وراء الجماعات التي استهدفت القاعدة الأميركية. ما قد يترتب عن هذا التطور الميداني، دخولاً أميركياً مباشراً على خط الصراع، بعد الهجمات الحوثية على ناقلات النفط والقطع الحربية الأميركية في البحر الأحمر" .

وترى أوساط نيابية بارزة، وفقاً لما قالته ل"موقع اللواء"، أن "التسوية الرئاسية التي يجري العمل عليها تحتاج إلى مزيد من الوقت، سيما وأنه يواكب المسار الدبلوماسي الذي تقوم به المجموعة الخماسية، أحداث إقليمية لا يمكن التكهن بنتائجها، ما يجعل تحركها مقيداً إذا صح التعبير"، مشيرة إلى أن "الأمور مرهونة بما سيحصل في الحرب على غزة . وبالتالي سيبقى الحراك قائماً، حتى تتضح الصورة، ويصبح بالإمكان الغوص أكثر في تفاصيل الملف اللبناني الذي يحتاج جهوداً إضافية، بعدما أعلن محور ما يسمى ب"الممانعة" عن ربط الاستحقاقات اللبنانية بما يجري في المنطقة، وتحديداً في غزة" .


ولا ترى الأوساط، ما قاله النائب السابق وليد جنبلاط بشأن قبوله بالمرشح سليمان فرنجية، بأنه تغيير جوهري في موقف رئيس "الاشتراكي" السابق، "بقدر ما هو حث الفرقاء على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية . باعتبار أن جنبلاط منذ الأساس لم يكن لديه فيتو على أحد من المرشحين، ولا يزال على موقفه هذا"، مؤكدة أن "لبنان لا يمكنه تحمل رئيس من قوى الثامن من آذار . إضافة إلى رئيس برلمان ممانع، واستطراداً رئيس حكومة من الممانعة . فهذه التركيبة غير مقبولة، وستؤدي إلى فرط البلد".


وتعتبر ، إن "إصرار حزب الله على إيصال مرشحه إلى قصر بعبدا، لأنه يريد السيطرة على لبنان أكثر فأكثر . ولذلك لا يجوز أن يسيطر على الرئاسة . وهذا ما تحاول المعارضة الوقوف في وجهه، من خلال الحؤول دون انتخاب فرنجية"، مشددة على أن "حزب الله سيضطر في نهاية المطاف إلى التسليم برئيس توافقي، في ظل إصرار اللجنة الخماسية على المواصفات التي وضعتها للرئاسة الأولى، أي رئيس من الخيار الثالث" . وأشارت إلى أن "الموقف الفرنسي أصبح أكثر تناغماً مع موقف الخماسية"، كاشفة عن "حصول تواصل مع الجانب الإيراني بشأن تسهيل الولادة الحكومية، لكن كما يعلم الجميع، فإن لإيران أهدافاً تسلطية في المنطقة" .



وتؤكد الأوساط، أن "لبنان يحتاج رئيساً توافقياً على مسافة من الجميع، ليكون صاحب قول وقدرة على مواكبة الانفراج المأمول . أي بعد عودة قرار السلم والحرب إلى المؤسسات الدستورية"، كاشفة كذلك، أن اسم قائد الجيش العماد جوزف عون يتقدم السباق الرئاسي، سيما في ظل وجود تأييد كبير لانتخابه رئيساً للجمهورية، في لبنان وخارجه، بانتظار أن يقتنع حزب الله بأن لا مجال أمام محاولاته فرض رئيس على اللبنانيين، سواء من خلال فرنجية أو سواه"، ومشددة على "رفض الحملة التي يتعرض لها البطريرك بشارة الراعي والكنيسة المارونية، لأنه هذه الحملة سترتد على أصحابها، من قمة هرم الممانعة إلى الأسفل" .