بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 كانون الأول 2019 12:00ص تحية إلى الإعلام!

حجم الخط
 للإعلام في مجتمعنا البائس، كما نراه ونسمعه ونقرأه، شأن سامٍ ومقام مرموق، فقد تبين انه لسان شعبنا وضابط إيقاع الشارع وصوته المدوّي أكثر وأكثر.

يبثّ معظم اعلامنا انباء حراكنا القائم، ويدافع عن حقوق الشعب، ويشيد بطاقاته الدفينة، والمتفجرة على السواء، ويعرّف امم الأرض، باجيال سينبع في صفوفها رجال علم وسياسة واجتماع.

يمتلك المرء العجب، عندما يضطلع على اعلامنا المختلف الأدوات وحتى المشارب، فتضحية الإعلاميين اسُّس فلاحهم وعماد نجاحهم يبذلون في سبيل تحسين ادائهم وتعزيزه جهداً كبيراً ومالاً وافراً، ويتوسلون التهكم السقراطي والجدلية الافلاطونية جاذباً لاستمالة الخواطر وفتح القلوب واستنهاض الهمم، وسلاحاً ماضياً للقضاء على ما يغاير مبادئ الوطنية والاخلاقية الحقة.

نلمس هذا كل يوم وكل لحظة من على التلفاز أو المذياع أو الصحيفة ونرى اهتمام الإعلام بالحقيقة وحرصه على إيصال صوت الشعب إلى أربعة أطراف المعمور.

يتجلى اعلامنا عموماً لا السلطة الأولى في واقع الحال إنما السلطة الأولى إلى جانب طاقات الشعب المنتفض. لم ينحصر عمله الدائب الرائد في هذا الزمن الثائر فقط، ولكنه نشأ اساساً في زمن الركود الاجتماعي المتمادي، وها هو يزداد ازدياداً واسع المدى.

اعلامنا حضاري شأنه ان يهز إلى جانب آراء الشعب، ضمائر معظم الشعوب والأمم وبلاد الانتشار. وكثيراً ما لاحظت في أحاديث مع السياسيين عندنا في ما مضى ان بعض الإعلاميين يتفوقون في معارفهم ونزاهتهم على كثيرين منهم ولا شك في ان شعبنا الاستثنائي في معاناته وطول اناته ماضياً، سيربح قضيته المحقة من غير ان تراق نقطة واحدة من الدم اللبناني الزكي.

اعلاميونا عموماً يتجلّون متحلين بسعة علمهم وسلامة ذوقهم وبعد نظرهم، والمامهم بعقلية الجماهير، واتجاهاتها التربوية ومذاهبها الاجتماعية، فتراهم يتحدثون منبثقين من ثقافة صحيحة حية ومرتكزين على دراسات دقيقة بحكمة تلائم ميل الشعب وتوافق رغباته. واشير هنا الى ان عدداً من اعلاميينا الافاضل كانوا في صفوف طلابنا في الجامعة الوطنية.



أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه