بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آذار 2018 12:03ص تراجع التلويح الإسرائيلي بالحرب على لبنان

مناورات لعرض العضلات و«حزب الله» يتحسَّب

حجم الخط
برغم الانشغال بالتحضيرات للانتخابات النيابية ومستلزماتها التقنية والسياسية والشعبية، لا زالت عين «حزب الله» على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة لمراقبة ما يقوم به العدو الاسرائيلي، خاصة في ضوء التلويح الدائم بشن حرب على لبنان وصولا مؤخرا الى اعلان احد قادة جيش العدو عن القرار بتصفية الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله، فيما دخلت الولايات المتحدة الاميركية على خط التهويل والضغط الاسرائيلي عبر اجراءات عقابية بحق كوادر الحزب وبعض المتعاونين معه، وانتهاء بالمناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين الاميركي والاسرائيلي التي جرت الاسبوع الماضي.
وتحاكي المناورات المشتركة «حربا شاملة على أكثر من جبهة وتتعرض خلالها إسرائيل لقصف مكثف بالصواريخ من جهات مختلفة». علما ان اسرائيل اجرت من منتصف العام الماضي العديد من المناورات العسكرية المنفردة او المشتركة ومنها مناورة جرت في قبرص تحاكي ايضا حربا ضد «حزب الله»، ومناورات على الحدود مع سوريا وجنوب شرق لبنان، وعلى الحدود مع مصر وقطاع غزة.
ولكن بعض المتابعين يلفت الانتباه الى ان هذه المناورات جاءت بالتزامن مع ازمات سياسية ومالية تعيشها اسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتانياهو ولا سيما اتهامه مؤخرا بالفساد وطلب محاكمته، اضافة الى تقارير قادة ومخابرات جيش العدو عن ان الجبهة الداخلية الاسرائيلية ليست جاهزة لأي حرب لا مع «حزب الله» ولا مع قطاع غزة، كما جاءت المناورة المشتركة الاخيرة بعد إسقاط الصواريخ السورية طائرة «اف16» اسرائيلية بعد عدوانها على الاراضي السورية، وفي ظل الانتصارات العسكرية التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه على المسلحين في كثير من المحافظات السورية.
ويشير المتابعون للوضع على الحدود الى ان التحرش الاسرائيلي بلبنان من باب بلوكات النفط والغاز في البحر وبناء الجدار الاسمنتي العازل مقابل رأس الناقورة اللبناني، تمت مواجهته بتصلب لبناني رسمي وسياسي مدعوما بمواقف حازمة من طرفي معادلة القوة اللبنانية المتمثلة بالدولة والجيش وبالمقاومة المدعومة شعبيا، ما يدعوالبعض الى الاعتقاد ان ما يجري من قبل اسرائيل والادارة الاميركية هو مجرد عرض عضلات وتطمين للداخل الاسرائيلي ومحاولة للخروج من الازمة الداخلية المستجدة، اكثر مما هو موجّه للداخل اللبناني.
وتستدل الجهات المتابعة بذلك بما سبق واطلقته، منذ سنة وحتى الان، اسرائيل ومراكز الابحاث والدراسات وبعض القوى الراغبة بحصول حرب او المشجعة عليها، من تقديرات وتحليلات لاحتمال اندلاع الحرب، لكن الحرب لم تندلع ومضى لبنان في مساره السياسي والحكومي العادي، وها هو يستعد لإجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل. عدا عن ان الاميركيين انفسهم والاوروبيون معهم يؤكدون، صبح مساء، الحرص على استقرار لبنان السياسي والامني والاقتصادي، ويعقدون المؤتمرات الدولية الداعمة له، ما يجعل احتمالات الحرب بعيدة. 
ومع ذلك يتحسب «حزب الله» عسكرياً بشكل جيد ودقيق وغير ظاهر لأي احتمال يمكن ان تلجأ اليه اسرائيل، وهو قام منذ اسابيع قليلة بمناورة مدنية صامتة وهادئة في مناطق الضاحية الجنوبية تحاكي حصول عدوان اسرائيلي على الاماكن السكنية، عدا عن حالة الاستنفار الدائمة بمواجهة مواقع العدو.
ويذهب المتابعون للوضع الى اعتبار ان «لجوء العدو الى بناء الجدار مرده الى خوف الاسرائيلي من احتمال قيام رجال المقاومة بدخول مستوطنات العدو في حال قيامه بشن عدوان على لبنان، ولذلك يعتقد العدو انه بهذا الجدار يمكن ان يحمي المستوطنات من المقاومة»، لكنه ليس بالضرورة دليل رغبة بشن حرب على الاقل في هذه المرحلة الضبابية التي تعيشها المنطقة والتي تعتبر الاوضاع اللبنانية ليست في اولويات الادارة الاميركية، برغم الضغوط المحدودة التي تُمارس على «حزب الله» وعلى لبنان من ضمن الضغوط المباشرة وغير المباشرة التي تُمارس على ايران.