بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 حزيران 2018 12:44ص تردّد

حجم الخط

مرَّ قرابة الأسبوعين على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، ولا تزال الصورة غامضة ما يشي بأن الوضع بالغ التعقيد، وان رحلة التأليف ستكون طويلة وليس كما يتمناها البعض.
فالرئيس المكلف ما زال من خلال تصريحاته متردداً في خياراته بين حكومة وفاق وطني تضم كل المكونات السياسية وبين حكومة فريق عمل قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة وعلى تحقيق كل الإصلاحات البنيوية في الدولة بحيث تضع لبنان مجدداً على الخارطة الدولية التي تطلب من لبنان ان يُساعد نفسه، حتى يتمكن المجتمع الدولي من مساعدته على تجاوز مشاكله وعثراته الداخلية التي باتت، في حال استمرارها، تُهدّد ليس نظامه فقط وانما وجوده كدولة.
وقد دلت تصريحات الرئيس المكلف الأخيرة انه لا يزال في مرحلة جوجلة المشاورات التي أجراها مع الكتل النيابية بعد تكليفه تشكيل الحكومة، ولم يدخل بعد في وضع مسودة الحكومة العتيدة وإسقاط الأسماء عليها، لأنه كما تُشير تصريحاته الأخيرة لم يستقر بعد على أية حكومة يريد، هل ستكون حكومة وفاق وطني تضم كل الأفرقاء ولا تستثني أحداً لأن الظروف الداخلية والخارجية تحتم إعطاء الأولوية لهكذا حكومة على حساب الانتاجية والإصلاح الذي بات مطلباً لبنانياً عاماً، أم ان دقة الوضع الاقتصادي وخطورته تقتضي بل توجب القفز فوق نظرية حكومة الوفاق والتوجه نحو تشكيل حكومة منسجمة تشكّل فريق عمل واحداً، ولو كانت من لون واحد، انسجاماً مع الدعوة التي أطلقها رئيس الجمهورية عشية السادس من أيّار الماضي إلى تشكيل حكومة من الأكثرية وفق مقتضيات النظام الديمقراطي، لتكون هناك في المقابل معارضة برلمانية تراقب وتسائل وتحاسب، وبذلك يستقيم النظام الديمقراطي وتستقيم معه مؤسسات الدولة وأداء حكومة الأكثرية، على عكس ما يكون عليه الحال في ظل غياب المعارضة بكل ما تعنيه في النظام الديمقراطي - البرلماني.
هذا التخبط في المواقف عند رئيس الجمهورية وعند الرئيس المكلف شكل أحد أبرز عوامل التأخير في وضع قطار التشكيل على السكة رغم مرور قرابة الأسبوعين على التكليف، وليس مستبعداً ان يستمر هذا التخبط عدّة أسابيع أخرى وربما أشهراً لا سيما وان المشهد العام الذي كشفت عن مضمونه المشاورات بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ومجلس النواب من جهة، وبين الرئيس المكلف والكتل النيابية من جهة ثانية، لا يبشر بأن تقليعة الحكومة باتت سهلة بل يشي بأن طريق التأليف ما زالت محفوفة بألغام كثيرة تحتاج إلى وقت طويل لحلحلتها، هذا في حال صدقت الكتل في ما أبدته من استعدادات لتسهيل مهمة الرئيس المكلف.