بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2017 12:03ص ترقُّب؟!

حجم الخط
التسوية القديمة - الجديدة، أو التسوية القديمة معدلة هل تبصر النور هذا الأسبوع أم أن التطورات المتسارعة في الإقليم ولا سيما التطور الدراماتيكي في اليمن الذي أفضى إلى اعدام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على يد ميليشيا الحوثيين التابعة للجمهورية الإسلامية في إيران، سيقضي على الحلم اللبناني ويعود الكباش السياسي إلى الواجهة؟
أكثر من مرجع مطلع على مسار ومجريات الاتصالات والمشاورات التي تمت خلال الأيام القليلة المنصرمة بين قصر بعبدا وبيت الوسط وعين التينة، توصلت إلى صيغة التسوية الجديدة التي يطالب بها الرئيس الحريري كشرط أساسي للعودة عن استقالته المدوية التي شغلت وما زالت تشغل ليس الأطراف اللبنانيين وحدهم بل معظم القوى في الإقليم وفي العالم، والتي كانت في نظر الكثير من اللبنانيين مناسبة أظهرت اهتمام المجتمع الدولي بلبنان، وتصميمه الأكيد على المحافظة على وحدته واستقلاله واستقرار وأمن شعبه حيال التطورات الدراماتيكية التي يعيشها الإقليم ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وعلى ذمة المتابعين لمسار الأحداث والتطورات الداخلية فإن التسوية المقترحة بل المطلوبة ما زالت تنتظر بعض الروتشة لكي يُصار إلى دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع بصورة استثنائية لاقرارها بالصيغة النهائية، ولا تستبعد ان يحصل ذلك قبل سفر الرئيس الحريري إلى باريس لترؤس وفد لبنان إلى اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان لتجاوز عثراته الاقتصادية والمالية الناجمة عن الخلافات الداخلية المزمنة بين قياداته السياسية.
وحسب المراجع المتابعة فإن البيان أو الوثيقة الذي سيقره مجلس الوزراء بالإجماع سيكون واضحاً في تحديد موقف لبنان الرسمي من سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية، ومن اتفاق الطائف والتمسك بكل مضامينه نصاً وروحاً ومن حسن علاقة لبنان بالدول العربية والخليجية، بحيث سيؤكد على تمسك الحكومة بهذه المبادئ والمسلمات الثلاث مع ما تستدعيه من وقف الحملات ضد المملكة العربية السعودية والدول الخليجية ووقف التدخلات في قضايا الخارج، على ان ينأى الخارج أيضاً عن تدخلاته في شؤون لبنان الداخلية.
غير ان المتابعين يخشون من ان تذهب كل الجهود المنصبة لإخراج لبنان من دائرة الخطر هباء منثورا، وتتهاوى كل الآمال التي يعلقها اللبنانيون، كل اللبنانيين، على المنحى الإيجابي لمواقف القوى الداخلية بعد التطورات الدراماتيكية التي يشهدها اليمن اثر اقدام الحوثيين المسيّرين من إيران على اعدام حليفهم السابق الرئيس المعزول علي عبد الله صالح على خلفية إعلانه الخروج من التحالف معهم، وفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وذلك من باب عودة إيران وأذرعها في الإقليم، ومنهم بطبيعة الحال حزب الله، إلى التصلب والتشدد في التعاطي مع المساعي الدولية المتسارعة لوقف التشنج والتوصل إلى حلول سياسية وتسوية على كل مساحة الإقليم، متذرعة بالذي حصل مؤخرا في اليمن والذي أعاد خلط كل الأوراق في المنطقة.
الأيام القليلة بل الساعات المقبلة التي تشهد تحولاً خطيراً في المشهد الإقليمي العام، كفيلة بكشف كل الأوراق وخصوصاً إذا صح ما يقال من ان ما يحصل في اليمن هو المدخل الجديد للحلول المنتظرة أو المدخل الجديد لتطورات تشغل العالم بأسره، أم أن العكس هو الصحيح؟!