بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 حزيران 2023 04:32م ترقب حذر يستبق زيارة موفد ماكرون .. فهل ينجح الحراك الفرنسي في التمهيد للخيار الثالث؟

حجم الخط
على أهمية الزيارة التي يقوم بها موفد الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، بعد غد، فإن أجواء الترقب الحذر تسود الأوساط السياسية اللبنانية، بانتظار ما سيحمله معه الضيف الفرنسي من أفكار جديدة بشأن حل المأزق الرئاسي، بعد معلومات سبقت لودريان، تشير إلى أن باريس استعاضت عن مبادرتها السابقة الداعمة لانتخاب مرشح "الثنائي الشيعي" سليمان فرنجية لرئاسة لبنان، بخطة حل جديدة منسقة مع الجانبين السعودي والقطري،  وستكون للمبعوث الفرنسي جولة محادثات موسعة مع القيادات اللبنانية، حيث سيضعها في أجواء الحراك المستجد لبلاده، وفق هذه الأفكار، وتحديداً ما يتصل بالملف الرئاسي الذي كان بنداً أساسياً في محادثات الرئيس إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في باريس الأسبوع الماضي.

ويأتي هذا الحراك الفرنسي اللافت، من خلال حرص الرئيس ماكرون على تعيين موفد خاص، بعد وصول الملف الرئاسي إلى الحائط المسدود، وغياب المؤشرات إلى أي انفراجة قريبة إزاء تعنت الأطراف السياسية وتمسكها بالمرشحين جهاد أزعور وسليمان فرنجية، في ضوء نتائج جلسة الانتخاب الأربعاء الماضي، من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، في حين علم، أن لجنة باريس الخماسية التي تضم فرنسا ، قطر ، السعودية واشنطن ومصر ستعقد اجتماعا مطلع تموز المقبل في الدوحة، تخصصه لملف لبنان وازمته الرئاسية، في ضوء ما تفرزه الاتصالات واللقاءات السعودية- الفرنسية، إلى جانب التقرير الذي سيرفعه المبعوث الرئاسي الفرنسي، في ختام زيارته بيروت.

لكن رغم الاستعداد الفرنسي لإحداث خرق في الجدار الرئاسي، إلا أن تمسك "الثنائي الشيعي" بمرشحه فرنجية، وكذلك الأمر عدم تخلي المعارضة في المقابل عن المرشح أزعور، كونه يحظى بأوسع دعم من شريحة كبيرة من النواب، عدا عن أنه يمثل خيار السواد الأعظم من النواب المسيحيين، قد يضع المزيد من العراقيل أمام مهمة لودريان، في حين أن القوى المعارضة، تدعو الجانب الفرنسي إلى الانطلاق من معايير جديدة في تعامله مع الانتخابات الرئاسية، وهو أمر يجب أن تأخذه باريس بعين الاعتبار، ولا يمكن التغافل عنه مطلقاً، بأن المكونات المسيحية بغالبيتها ترفض انتخاب فرنجية لرئاسة لبنان، سيما وأنها أكدت دعمها للمرشح أزعور، للمواصفات التي يتمتع بها، ما يؤهله ليكون في طليعة المرشحين للرئاسة الأولى .

وفيما لم يغب الملف اللبناني عن المحادثات التي أجراها وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان مع المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته طهران، في سياق ما تم عرضه من ملفات تخص المنطقة، حيث علم أن الجانبين الإيراني والسعودي، شددا على الإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، وتشكيل حكومة تخرج لبنان من أزمته، إلا أن ما رشح من معلومات بشأن التوجه الفرنسي السعودي القطري المستجد تجاه لبنان، يشير إلى أن الأمور ستذهب في نهاية الأمر، نحو دفع الطرفين إلى التخلي عن مرشحيهما، وسلوك طريق الحوار من أجل التوصل إلى حل قد لا يكون بعيداً، عبر التوافق على خيار ثالث يتمثل في رئيس تسوية، على غرار كل التسويات الرئاسية .

وتكشف المعلومات، أنه من ناحية المعارضة، فإنها لا تعارض مثل هكذا تسوية، لأنها لن تقبل بوصول مرشح "حزب الله" إلى قصر بعبدا. ولذلك يمكن أن تسير في هذا الاتجاه . أما بالنسبة لفريق الموالاة، فإنه وإن كان لازال متمسكاً بمرشحه فرنجية، إلا أنه لا يمكن أن يتحمل في النهاية وزر استمرار التعطيل، وقد يجد نفسه مضطراً للقبول بمرشح ثالث، إذا وجد أنه يلبي طموحاته، ولا يشكل تحدياً . وهو ما ينطبق على قائد الجيش العماد جوزف عون الذي يتصدر سباق مرشحي التسوية، باعتبار أن تعديل الدستور، قد يجد طريقه للتنفيذ، في حال استقر الرأي عليه .