بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2023 05:47م تسارع مؤشرات الانهيار يرسم صورة قاتمة للمرحلة المقبلة..رسالة تحذير أميركية .. و"الثنائي" أمام خيار البحث عن بديل لفرنجية

حجم الخط
تتسارع مؤشرات الانهيار على كافة المستويات، ويقترب معها موعد الانفجار الشعبي الذي لم يعد بعيداً، بعد تجاوز تفلت الدولار كل الحدود، وإن تراجع بعد الظهر بعد قرارات مصرف لبنان التي باتت محدودة المفاعيل، إذ لا يلبث الدولار أن يعاود ارتفاعه ومعه أسعار المحروقات التي تجاوزت المليوني ليرة، ثم عادت وانخفضت بعد تراجع سعر الدولار الأسود . في وقت عمدت الصيدليات إلى الإقفال نتيجة رفض شركات الأدوية توزيع الدواء، بسبب الارتفاع الصاروخي للدولار، وهو أمر سيترك تداعيات بالغة السلبية على المرضى الذين يفتقدون الأدوية منذ وقت طويل، لارتفاع أسعارها وعدم توفرها بالشكل المطلوب .

وفي الموازاة فإن الاتحاد العمالي العام يتحضر للإعلان عن إضراب عام، سيشمل العديد من القطاعات، رفضاً للواقع القائم، وفي إطار حث المسؤولين على اتخاذ ما يلزم من إجراءات فعالة وحاسمة، من أجل الحد من ارتفاع الدولار الأسود الذي فاقم من معاناة اللبنانيين، بما لحقه من ارتفاعات جنونية في أسعار المحروقات والمواد الغذائية على أنواعها، ما جعل المواطن عاجزاً عن الاستجابة لمتطلبات الحياة اليومية، وسط صورة قاتمة يرسمها الخبراء لمسار الأوضاع في لبنان، مع استمرار تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بسبب إصرار "الثنائي" على دعم ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي واجه رفضاً حاسماً من جانب المملكة العربية السعودية، وهو ما أبلغه وفدها إلى الجانب الفرنسي في اجتماع باريس الجمعة الماضية .

وبعد الفيتو السعودي في وجه فرنجية، فإن حظوظ الأخير تراجعت كثيراً، ولم يعد هناك إمكانية من جانب "الثنائي" لتسويقه، لا داخلياً ولا عربياً. لا بل حتى أن الفرنسيين لم يعودوا متحمسين له، بعد رفضه سعودياً، ما يعني أن الغطاء الخليجي ليس متوافراً لتبني خيار رئيس "المردة". في ظل معلومات عن أنه مع اقتراب حصول تحول في الموقف السعودي من النظام السوري ورئيسه، وما يحكى عن إعادة افتتاح السفارة السعودية في دمشق، فإن هذا قد يترك تأثيره أيضاً على اقتناع النظام بصعوبة توفير الدعم المطلوب لحليفه "الزغرتاوي" للوصول إلى قصر بعبداً، الأمر الذي قد يسحب نفسه على موقف "الثنائي" الذي سيضطر، للبحث عن مرشح آخر، أو فتح خطوط الحوار مع المعارضة من أجل التوافق على الرئيس العتيد .

وفي ظل هذه الأجواء القاتمة، ينتظر أن تحط في بيروت، الجمعة المقبل، وفي اطار جولتها على عدد من دول منطقة الشرق الاوسط ، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بربرا ليف ، في زيارة تستمر ليومين تعقد في خلالها لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين.

وهي زيارة تحمل الكثير من الرسائل، باعتبار أنه سبق للمسؤولة الأميركية أن حذرت من المخاطر التي تتهدد لبنان في المرحلة المقبلة، في حال لم تع القيادات السياسية حجم التحديات التي تواجه لبنان، ولم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، يضع مصلحة بلده فوق كل اعتبار، ويعمل على الالتزام بالإصلاحات المطلوبة، من أجل تحسين مستوى الاقتصاد والتخفيف من الأعباء المالية المترتبة عن ذلك . كذلك ستكون الزيارة مناسبة، للتأكيد على التزام الإدارة الأميركية بدعم الجيش اللبناني والقوى العسكرية الشرعية، في إطار العمل على لتتمكن الدولة من بسط سيطرتها على كامل أراضيها .

وفيما علم أن محادثات ليف في بيروت تركز على ثلاثة ملفات أساسية، انتخابات الرئاسة الأولى، تنفيذ الاصلاحات المطلوبة وضرورة إبرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي، فإن الدبلوماسية الأميركية ستؤكد في الوقت نفسه، على أن وضع لبنان المأزوم، يتطلب اتخاذ قرارت على قدر كبير من الأهمية تأخذ بعين الاعتبار ضررة فتح الأبواب أمام مرحلة سياسية جديدة، تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يضع في أولويته مصالح بلاده العربية والدولية، ولا يكون محسوباً على أي طرف إقليمي، من أجل أن يوحي بالثقة، ويعيد جسور التواصل مع الأشقاء والأصدقاء .