بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 نيسان 2024 05:45م تعثر الدبلوماسية يرفع منسوب المخاوف على الجنوب

لا خيار أمام إيران إلا الانتقام .. فهل يتوسع الحريق ليطال المنطقة برمتها؟

حجم الخط
يسود الترقب الثقيل المنطقة برمتها، وسط حبس أنفاس غير مسبوق، بانتظار ما يمكن أن تقوم به إيران، رداً على تدمير إسرائيل قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق. وهذا ما يرفع من وتيرة المخاوف على لبنان، من أن يكون ساحة محتملة لهذا الرد، بواسطة "حزب الله" وأذرع طهران العسكرية، ما سيفتح الأبواب بالتأكيد أمام الحرب الشاملة التي ستطال الإقليم برمته . وهو أمر بات يشكل مصدر تهديد حقيقياً للمجتمع الدولي . ولا ترى مصادر سياسية أي خيار أمام إيران، سوى الرد على اغتيال إسرائيل لعدد من قادة "فيلق القدس"، لوقف تمادي إسرائيل في اعتداءاتها المستمرة . وبالتالي فإن طهران ستجد نفسها أمام حتمية الرد على إسرائيل، سواء بقدراتها الذاتية، أو من خلال حلفائها في المنطقة، من لبنان إلى اليمن، مروراً بسورية والعراق" .
وتزداد الخشية في ظل هذا الواقع، من أن تعمد إسرائيل التي لا تستجيب للدعوات الأميركية والغربية، بوقف العدوان على قطاع غزة، إلى استكمال تنفيذ مخططات الاغتيال المتدحرجة التي تنفذها، في سورية ولبنان، ضد القيادات العسكرية البارزة في فيلق القدس وحزب الله، مع ما يستتبع ذلك من إمكانية القيام بعمل عسكري واسع ضد لبنان، في حال جاء الرد الإيراني عبر "حزب الله"، سيما وأن إسرائيل عازمة على إبعاده عن حدودها الشمالية، وتحديداً إلى شمال منطقة الليطاني . وتنذر تصريحات منسوبة إلى الحرس الثوري، بتوجيه ضربات أكثر فتكاً ضد إسرائيل، بعد جريمة المزة، وأن جبهة المقاومة ستقوم بواجبها، بتصعيد قد لا يمكن التكهن بتداعياته، إذا ما كان الجنوب، جزءاً من مسرح الردود التي يمكن أن تقوم بها الأذرع الإيرانية ضد إسرائيل .

وبالنظر إلى خطورة الأوضاع في جنوب لبنان، وإمكانية خروجها عن السيطرة في أي وقت. فقد فرضت التطورات على الجبهة اللبنانية، نفسها بنداً أساسياً على طاولة المحادثات الفرنسية الأميركية التي عقدت في باريس، حيث أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "أننا نواصل التنسيق عن كثب في لبنان لمنع توسع الصراع في المنطقة"، فيما شدد نظيره الفرنسي ستيفان سيجورني، على أنه "يجب تجنّب التصعيد الإقليمي وتحديدًا في لبنان"، مشيرا إلى أن "جميع تحركاتنا في الشرق الأوسط تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة". وفي الموازاة، لم يخف وزير الخارجيّة الإيطاليّة أنطونيو تاجاني، مخاوف بلاده من تمدّد الصّراع جنوبي لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل، مؤكداً "أنّنا ضدّ عمليّة إسرائيلية في رفح" . وهذا كله يؤشر وفق ما تؤكد عليه الأوساط السياسية، بأن الغليان الذي تشهده المناطق الجنوبية، معطوفاً على تمدد العدوان الإسرائيلي على طول مساحة لبنان، امتداداً إلى الداخل السوري، أن الإقليم قاطبة أضحى على كف عفريت، حيث بات يخشى مع تسارع التطورات الميدانية، من اشتعال حريق واسع سيطال المنطقة برمتها، قد لا يمكن السيطرة عليه بالسهولة التي قد يتصورها البعض . 

ومن خلال الإجراءات التي يقوم بها جيش الاحتلال على الحدود الشمالية، يبدو بوضوح أنه يحضر لعمل عسكري واسع يستهدف لبنان، في حال لم تنجح الاتصالات الدبلوماسية التي تتولاها واشنطن وباريس، في إبرام تسوية بين لبنان وإسرائيل، انطلاقاً من مضمون القرار 1701. وتأتي هذه الإجراءات على وقع تصاعد موجة الغضب لدى سكان المستعمرات الشمالية الذين يشكلون عامل ضغط كبيراً على جيش الاحتلال، ما قد يسرع في خطط الهجوم البري على الجنوب، إذا لم يكتب للمساعي السياسية أن تصل إلى نتيجة إيجابية، وبما ينزع فتيل التوتر قبل حصول انفجار، قد يطيح بكل شيء، سيما وأن غياب الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عن مسرح الأحداث، يثير قلقاً ، من أن تكون كل الوساطات قد وصلت إلى طريق مسدود، ما يجعل الحرب أمراً لا مفر منه، في ظل سعي إسرائيل لإفشال أي مسعى دبلوماسي لحل الأزمة.




إلى ذلك، ووسط مخاوف من إطالة أمد الفراغ، وفي حين تخيم أجواء تشاؤمية على مسار الحراك الرئاسي، يتوقع أن تستأنف اللجنة الخماسية اجتماعاتها بعد عطلة عيد الفطر، حيث من المتوقع أن تلتقي رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل و"حزب الله". كما من المنتظر أن تلتقي كتلة "الاعتدال الوطني" التي أبلغت مصادرها "موقع اللواء"، أن مبادرتها لا زالت مستمرة، في موازاة الجهود التي يقوم بها سفراء "الخماسية" . وأن ما بعد عطلة عيد الفطر، سيشهد تزخيماً في الحراك الدائر، من أجل تهيئة المناخات لتسوية وفاقية، تعبد الطريق أمام تصاعد الدخان الأبيض، إيذاناً بقرب انتخاب رئيس للجمهورية وطي صفحة الشغور . وكان الملف الرئاسي، محور اللقاء بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وسفير فرنسا هيرفيه ماغرو الذي شرح للخطوات اللاحقة ل"الخماسية" على صعيد إزالة العقبات من أمام إجراء الانتخابات الرئاسية .