بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 تموز 2020 12:01ص «تغيير الحال من المُحال»

حجم الخط
  يُقال إنّ التاريخ يُعيد نفسه، لكن، وبمنتهى الأسف والأسى، التاريخ وأحداثه في لبنان راسخ كالجلمود ولا يهتزّ قيد أنملة!!

أعيد نشر خبر عمره 32 عاماً وتاريخه 12 نيسان 1988.

الخبر يقول: رابَطَ «حامل صليب الإنسانية المُعذّبة» السيد إدمون خيّاط أمام «قصر منصور»، وعلّق على صدره لوحة «أبحث عن ضمير»، ولوحة أخرى «أبحث عن الحرّيات 200 سنة بعد سقوط الباستيل»، وفي يده «فانوس ديوجين».

وقدّم السيد خياط إلى جميع الوزراء والنوّاب الذين حضروا إلى الجلسة العامة بياناً وفيه نداء إلى المجلس النيابي بأنْ «أنصفوا أصحاب الحقّ في نطاق احترامكم لحقّ الآخرين أيضاً، وبالسرعة المتناسبة مع إلحاح حاجاتهم عليهم».

وإلى الاتحاد العمّالي العام: «إضراباتكم وتوقيتها شرور وتعسّف في استعمال الحقّ، تُفقدكم أصالتكم وشرعيّة مطالبك وتحرّككم، فأوقفوها وتعاملوا بمحبّة ومسؤولية خارج التسلّط».

وإلى نقابتَيْ المُعلمين وأساتذة الجامعة اللبنانية: «إدراك الحق في الضمائر والنفوس سابقٌ للنصوص، تفاوضوا بمحبة ومسؤولية بعيداً عن مضرّة الآخرين، تُحافظوا على سلامة رسالتكم التربويّة ولا تَسقطوا فيها».

وإلى نقابة موظفي المصارف: «سبتكم الاسود المفاجئ لا اخلاقية فيه ولا دين. عودوا الى ضمائركم تعودوا الى اصالتكم».

انتهى الخبر الصحفي.

للتوضيح، فإنّ «قصر منصور» كان اسمه قصر العسيلي، واشتراه نائب البقاع الغربي حسين حسن منصور. يقع عند بوابة المتحف، خطّ التّماس بين المُتحاربين، واستُخدم كمقر مؤقت للمجلس النيابي في الثمانينات.

أما «فانوس ديوجين» فيعود إلى فيلسوف يوناني قديم اسمه ديوجين اللائرسي ... كان يُمسك الفانوس في وضح النهار، ولما سُئل عن أي شيء تبحث، كان جوابه المشهور: إنني أبحث عن إنسان، ويقصد بذلك أنه يبحث عن القيم الإنسانيّة، عن الخير والحب والعدل. 

«تغيير الحال من المُحال» هو استسلام لمقولة زائفة من الناحية العقلية والمنطقيّة، لأن سُنّة الله في التغيير، لكن ما هو قولكم ورأيكم وتحليلكم واستنتاجاتكم للحالة الاستثنائيّة اللبنانيّة؟!