بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تموز 2018 12:56ص تفاؤل ولكن؟

حجم الخط
وفي الأسبوع الثامن لتكليفه، بدا الرئيس سعد الحريري أكثر تفاؤلاً بولادة الحكومة العتيدة نهاية هذا الأسبوع أو خلال الأسبوع المقبل.
الرئيس المكلف بنى تفاؤله على نتائج المشاورات المكثفة التي أجراها خلال الأسبوع المنصرم مع كل الأفرقاء المعنيين بتأليف الحكومة بدءاً من الرئيس نبيه برّي مروراً برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير  جعجع، وانتهاء بالتيار الوطني الحر المتهم بأنه يضع شروطاً عرقوبية في وجه الرئيس المكلف، بينها التمسك بالثلث المعطل في الحكومة العتيدة، إضافة إلى اصراره على تحجيم «القوات اللبنانية» بعدم اعطائها أربعة وزراء استناداً إلى النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية، وعلى التدخل في شؤون الطائفة الدرزية التي منحت من خلال الانتخابات النيابية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الزعامة الدرزية المطلقة.
المعلومات المتداولة عن حصيلة الاتصالات والمشاورات التي أجراها الرئيس المكلف خلال الأسبوع المنصرم، استقرت على تشكيلة حكومية، شبيهة بالتركيبة التي رست عليها حكومة تصريف الأعمال، أي 17 وزيراً لتحالف التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي وقوى الثامن من آذار موزعين على النحو التالي: ستة وزراء للتيار الوطني الحر وثلاثة لرئيس الجمهورية وستة وزراء للثنائي الشيعي، ووزيرين لتيار المردة والحزب القومي السوري، في مقابل ستة لتيار «المستقبل» وثلاثة وزراء للحزب التقدمي الاشتراكي وأربعة وزراء لـلقوات اللبنانية ليس من بينها وزارة سيادية ولا نائب رئيس لمجلس الوزراء كما كان يطالب رئيس الحزب ويعتبره حقاً مشروعاً له استناداً إلى أمرين، الأوّل معيار نتائج الانتخابات النيابية والثاني معيار اتفاقه المكتوب مع التيار الوطني الحر والذي ينص على المناصفة بين القوات والتيار في الحصة المسيحية في كل الحكومات التي تشكّل في عهد الرئيس العماد عون.
المعلومات نفسها تقول ان الرئيس المكلف استند في تفاؤله بإنهاء أزمة التأليف خلال أسبوع أو أسبوعين على أبعد تقدير إلى هذه الصيغة التي رست عليها مشاوراته مع كل الأفرقاء المعنيين ولا سيما مع التيار الوطني الحر الذي ما زالت مواقفه المتشددة من الصيغة الحكومية، تحول دون ولادتها بل وتضع الرئيس المكلف امام الحائط المسدود، لكن معلومات اخرى مصادرها تيّار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي و«القوات اللبنانية» تؤكد ان لا تقدّم يذكر حصل على صعيد تأليف الحكومة العتيدة والسبب يعود إلى تمسك التيار الوطني الحر ورئيسه بالاستئثار بالحكومة العتيدة من خلال حصوله وحلفائه على أكثرية الثلثين، وان المباحثات الجارية مع رئيس هذا «التيار» لم تؤد حتى الساعة إلى أية نتيجة يُمكن على أساسها بناء التفاؤل بقرب ولادة الحكومة خلال اسبوع أو أسبوعين كما صرّح الرئيس المكلف، اما الإيجابية الوحيدة التي حصلت بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على التكليف فهي استعداد رئيس التيار الوطني للانفتاح والتحاور مع الرئيس المكلف على ارضية الأجواء الهادئة بدلا من استمرار التشنجات والسقوف العالية.