بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 كانون الأول 2019 06:15ص تكليف أم تسويف؟

حجم الخط
كان اللبنانيون ينتظرون من أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله في إطلالته عشية الاستشارات النيابية أن يطرح حلاً لأزمة تأليف حكومة جديدة التي عادت تراوح مكانها، بعد الموقف الذي اتخذه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعدم اشتراكه في الحكومة المقترحة من رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري المرشح الأوفر حظاً لترؤسها، إلا أن سيّد المقاومة خيب ظنهم، بتركه الباب مشرعاً أمام احتمالات استمرار الأزمة الحكومية مُـدّة قد تطول إلى ما لا تحمد عقباه، ما لم يحصل توافق مسبق بين كل الأطراف اللبنانية على حكومة شراكة وطنية إصلاحية وواسعة التمثيل.

وبعبارة أكثر وضوحاً أن تكون حكومة ميثاقية، لا تستثني التيار الوطني الحر كونه صاحب التمثيل الأقوى داخل الطائفة المسيحية شأنه شأن رئيس تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري داخل طائفته السنية. وهذا الموقف الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله رداً على موقف رئيس التيار الوطني الحر لا يدل في أي حال من الأحوال على ما كان يتردد في الأروقة السياسية من أن الحزب وحليفه الرئيس نبيه برّي يمكنهما أن يسيرا في حكومة برئاسة الحريري من دون تكتل لبنان القوى مهما كانت النتائج، وهو ما أكده السيّد نصرالله نفسه بقوله انه وحلفاؤه، ليسوا في وارد المشاركة في أية حكومة لا يكون التيار البرتقالي شريكاً أساسياً فيها.

وبناء عليه، فإن الحزب وحلفاؤه من حركة أمل وما يسمى بقوى الممانعة الذين يشكلون الغالبية في المجلس النيابي لن يسموا الحريري لتأليف الحكومة ويتركوا الخيار لرئيس الجمهورية الذي أناط به الدستور سلطة إصدار مرسوم بتكليف من تسميه الغالبية النيابية، أي خمسة وستين نائباً لتشكيل الحكومة العتيدة، وهو الموقف نفسه تقريباً الذي أعلنه السيّد نصرالله في معرض حديثه عن القرار الذي ستتخذه كتلة الوفاء للمقاومة في الاستشارات التي سيجريها رئيس الجمهورية يوم الاثنين المقبل.. على وقع قرار التيار الوطني الحر بعدم تسمية الحريري لتشكيل الحكومة رداً على رفضه اشراك الوزير باسيل أو من يمثله في الحكومة المزمع تشكيلها.

وفي انتظار ما يمكن ان تكشف عنه التطورات في الثماني والأربعين ساعة المقبلة بعد الرسائل غير المطمئنة التي بعث بها أمين عام حزب الله عاد السؤال نفسه إلى التداول هل يرجئ رئيس الجمهورية مرة ثانية موعد الاستشارات افساحاً في المجال أمام مزيد من الاتصالات تفضي إلى حل وسط على الطريقة التي طرحها السيّد حسن نصر الله، أم انها ستجري في موعدها بمعزل عن النتائج؟

المصادر المتابعة في بعبدا تؤكد ان الاستشارات في موعدها، وان مواقف الأطراف ستظهر في التكليف قبل التأليف من منطلق التمسك بالميثاقية التي دخل على خطها أكثر من طرف أساسي، واعتبرها الأساس الذي يُبنى عليه مصير التكليف والتأليف في آن معاً.