بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آب 2023 03:34م تهديدات مقلقة تواكب معركة التمديد ل"يونيفيل"

ما موقف "الثنائي" بعد "قنبلة" ماكرون؟

حجم الخط
 ينذر تصاعد المواجهة بين لبنان والأمم المتحدة حول تعديل مهام قوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب "يونيفيل"، بمضاعفات لا يمكن التكهن بنتائجها، بعد تهديدات الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وتحذيره من مغبة ترك الحرية للقوات الدولية في التحرك دون تنسيق مع الجيش اللبناني، وما أعقب ذلك من إقدام وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت، على توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريس، أشار فيها إلى أنّ "احتمال التصعيد على الحدود الشمالية يتزايد بعد الانتهاك الصارخ في سيادة لبنان"، معتبرًا أنّ "إيران تدفع حزب الله إلى التحرك".

ولا تخفي أوساط متابعة، أن التهديدات الإسرائيلية الغاية منها، دفع لبنان إلى الموافقة على التوجه الدولي لتعديل مهام اليونيفيل، بما يخدم مصالح إسرائيل في إخضاع الحزب للمراقبة، من خلال إعطاء أصحاب القبعات الزرق حرية الحركة في مناطق عملهم .


وأمام هذا التصعيد الكلامي بين الحزب وإسرائيل، فإن الأوضاع في الجنوب قد تكون في أي وقت عرضة للخروج عن السيطرة، في حال قرر الطرفان رفع منسوب التوتر، ، وإذا ما تم إخضاع عمل اليونيفيل للفصل السابع الذي يعطيها الكثير من الحرية في التنقل دون حاجة للتنسيق مع الجيش اللبناني، وتحديداً

 في منطقة جنوب الليطاني". وقد شكل الموقف الفرنسي المستجد بشأن الأوضاع في لبنان، بعد تحميل الرئيس إيمانويل ماكرون إيران مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية ، نقطة تحول أساسية ستنعكس حكماً على مهمة المبعوث الخاص لباريس إلى بيروت جان ايف لودريان الذي سيزور لبنان منتصف الشهر المقبل . وسط ترقب لموقف "الثنائي الشيعي" من "قنبلة" ماكرون، وما إذا كان ذلك، سيؤثر على المساعي الفرنسية لحل أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، في وقت أكدت مصادر بارزة في المعارضة اللبنانية ، أن "موقف الرئيس ماكرون الجديد، بمثابة اعتراف فرنسي متأخر بخطأ المراهنة على إيران وحلفائها، لتجاوز أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان، وهذا ما يجب البناء عليه للمرحلة المقبلة".

وكشفت المصادر، أن "حزب الله تحديداً قابل موقف ماكرون باستياء، لأنه يقضي على أي أمل بانتخاب مرشحه سليمان فرنجية للرئاسة الأولى، عدا عن أنه بمثابة تأييد لطروحات المعارضة من الاستحقاق الرئاسي، ما يزيد من تمسكها بوجهة نظرها من هذا الملف . وأكثر من ذلك، فإن الفرنسيين بهذا الموقف المستجد، وكأنهم يتبنون مواقف المعارضة التي مانت منذ الأساس، تحمل الإيرانيين وحلفاءهم في لبنان مسؤولية تعطل كل المبادرات الهادفة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت" .
وأشارت المصادر المعارضة ل"موقع اللواء"، إلى أن "الفرنسيين الذين كانوا يعتقدون أن انفتاحهم على الإيرانيين، بهدف تسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان، قد يكون خطوة أساسية على هذا الصعيد، أدركوا بعد التجربة، أن طهران لم تتقدم قيد أنملة على صعيد المساهمة في تجاوز العقبات أمام الولادة الرئاسية، لا بل أنها وفرت الغطاء لحليفها حزب الله بالتمسك أكثر فأكثر بمرشحه فرنجية، ما جعل الأمور تصل إلى هذا المستوى من التعقيد"، مشددة على أن " ما صدر عن الرئيس الفرنسي يتماهى إلى حد بعيد مع طروحات المجموعة الخماسية، ويكشف بوضوح أن مساراً عربياً فرنسياً بدأ يفرض نفسه في التعامل الخارجي مع الاستحقاق الرئاسي، سيجعل "الثنائي" يعيد النظر بموقفه بشكل جذري" .
وفي الإطار، اعتبر نائب "القوات اللبنانية" غياث يزبك أن "فرنسا قامت بخطوة جديدة تدعم البيان الذي صدر عن الاجتماع الخماسي في قطر، إذ لم يكتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، بذكر مواصفات رئيس الجمهورية اللبناني، بل أشار إلى من يعرقل عملية انتخاب الرئيس من خلال التدخل السافر بالشأن اللبناني وشؤون المنطقة ونشر عدم الاستقرار فيها واتهم بشكل مباشر طهران في هذه الأمور". وهذا التطور النوعي في الموقف الفرنسي، سيخلق واقعاً جديداً أمام مهمة لودريان، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية أن يصار إلى تعيين مبعوث فرنسي آخر، بعد استدارة باريس غير المتوقعة