بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تشرين الثاني 2019 06:03ص ثورة وحرب تحرير أيضاً

حجم الخط
أول ثورة في تاريخ لبنان منذ ثورة طانيوس شاهين! 

حتى في تاريخ سويسرا كانت هناك ثورات! حتى استقر الشعب على الحرية وبالحرية! 

كنا في جلسة محاكمة تحكيمية في سويسرا منذ سنوات أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وكان لبنان مشتعلاً، قلت لجمع من المحامين ان لبنان كنا نسميه سويسرا الشرق، فقالوا لي: ولكن سويسرا أمضت أكثر من ثلاثة قرون في حروب أهلية وثورات ومن خلال هذه الحروب والثورات خرجت الحرية واستقرت الديمقراطية! 

فعلاً كان يوم 17 تشرين هو نهاية الحرب الأهلية ولكنه كان بداية لثورة عارمة وحرب تحرير على الوصاية الإيرانية، وكان من الطبيعي بعد الفحش الذي استفحل وسط الطبقة السياسية الحاكمة المحمية من الوصاية الإيرانية ان ينفجر البلد عن ثورة على يد شباب قاطَعَ أي صلة مع الطبقات الحاكمة وفكرها ومفاهيمها ومسلكها مُسقطاً كل النظام الذي عشناه خلال الحرب الأهلية ثم من الطائف الى 17 تشرين. 

الثورة لا تُعد بالأيام! والحلول لن تأتي بعد أيام! 

والثورة هي ضد الطبقة السياسية وضد الوصاية الإيرانية! ولكن حتى يتبين الضوء الأبيض من الضوء الأسود يجب ان نتطلع بواقعية الى مفهوم الطبقة السياسية، هي الرؤساء الثلاثة (استقال أحدهم) وأحزابهم، والقوة المسلحة التي بيدها اركان الدولة، أي حزب الله. 

فالثورة هي حرب تحرير ضد حزب الله الذي يخضع له الرؤساء الثلاثة! وحزب الله يعيش على «ولاية الفقيه»، وفقيه حزب الله هو المرشد الأعلى الإيراني، اذاً فمطالب الثورة تصطدم بولاية إيران على حزب الله الذي أتاح لأحزاب الرؤساء الثلاثة ان يرتبوا 80 مليار دولار نهباً من أموال الدولة اللبنانية. 

فالحل ليس ببسيط! وهو ليس محض لبناني بل إيران جزء أساسي منه! وإيران في حرب مع الولايات المتحدة وهي ممسكة بالعراق وسوريا واليمن، وتكاد تمسك بلبنان! 

ما يجري في العراق هو امام انظارنا والثورة في العراق هي ضد إيران، وما يجري في اليمن مع الحوثيين كذلك! في سوريا تحالف روسي إيراني ممسك بسوريا، الولايات المتحدة انسحبت منه وبقيت تركيا داخلة وخارجة من التحالف! 

ففي وجه الثورة والإصلاح لا تقف الطبقة السياسية وحدها، فبشار الأسد كانت قد سقطت من سلطته ثلاثة ارباع الأراضي السورية قبل التدخل الجوي الروسي والتدخل الإيراني الأرضي، فالعامل الخارجي يلعب دوراً وازناً في تثبيت عملاء إيران. 

كما هو وضع العراق الذي يحرق الشيعة قنصليات إيران في التظاهرات المليونية وكذلك اليمن مع الحوثيين! 

هل تترك إيران لبنان يسقط من يدها؟ 

والى اين في حرب ترامب مع إيران، لاسيما وان ترامب متقلب بشكل جنوني في سياسته الخارجية وهناك إجراءات عزله التي أصبحت علنية في الكونغرس. 

الطبقة الحاكمة في لبنان تساندها إيران ولكن يواجهها ويواجه الشعب اللبناني إعصار مالي اقتصادي نقدي، من الهدر الذي اوصلها واوصل شعب لبنان الى الإفلاس! 

من هناك فإن الإصلاح ليس سهلاً لأن عوامل خارجية تتصدى له، الحزن مرسوم على الغيوم والأشجار والستائر والثورة انتصرت ولم تنتصر، وعوامل اقتصادية تحول دون تحقيق الثورة لأهدافها، ولكن الطبقة السياسية سقطت والعوامل الخارجية متغيرة والزمن معنا في نهاية المطاف. 

التغيير سيتقدم كجرافة البولدوزر لرفع الأنقاض والنفايات والمسامير المتراكمة على ارض هذه المنطقة منذ وصول ملالي طهران إلى السلطة، والتغيير سيكون بالتقسيط ولا حول ولا قوة الا بالله. 

يا لبنان الأخضر، كيف خلاصنا؟ لم يبقَ من كتب السماء كتاب! وماتت خيول بني امية خجلاً وظل الصرف والإعراب.