الرئيس هواري بومدين (الإسم الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة) حكم الجزائر 13 سنة، ولم يسمح لأحد من عائلته بتولي أي منصب في الدولة.
ذات يوم طلبت والدة الرئيس بومدين أن يعفي أخاه من الخدمة الوطنية (الخدمة العسكرية)، فأجابها «القانون فوق الجميع»، وقام أخاه بالإلتحاق بمركزه فوراً.
عندما طلبت منه شقيقته أنْ يعطيها حقّها لأنّها كانت مُجاهدة في الثورة الجزائرية، ردَّ عليها قائلا: «حتى البغال والحمير جاهدت في سبيل الله»، إشارة الى نقل الأسلحة والتموين على ظهورها إلى الثوار في الجبال.
من أهم إنجازاته إعلانه في 24 شباط 1971 قرار تأميم المصالح الفرنسية النفطية، واسترجاع 51% من ثرواتها النفطية، التي كانت في حوزة شركات فرنسية. وكذلك تأميم كل الثروات المعدنية، والغاز، وشركات نقل المحروقات، إضافة إلى تأمين التعليم والطب المجانيين لكل المواطنين على حد سواء.
بالتوازي مع سياسة التنمية قام الرئيس بومدين بوضع ركائز الدولة الجزائرية وذلك من خلال ميثاق للدولة شاركت جميع فئات الشعب بأسلوب ديمقراطي بالمعنى الحقيقي، وانبثق عنه دستور شعاره «لا نُريد تقبيل اليد».
أوّل رئيس عربي يُلقي خطاباً في الأمم المتحدة في نيسان 1974 باللغة العربية، رغم إتقانه الفرنسية.
فتح أوّل مكتب للثورة الفلسطينية بالجزائر، ولم يبخل يوماً على الثورة بأي طلب في المجالات كافة، وهو مَنْ قال: «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة».
وكان الرئيس هواري بومدين قد طلب من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى مصر عقب وصول معلومات من جاسوس جزائري في أوروبا قبل حرب تشرين 1973، مفادها أنّ إسرائيل تنوي الهجوم على مصر. وباشر اتصالاته مع السوفيات، لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة، فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكاً على بياض لتزويد مصر وسوريا بكل ما يلزمهما من أسلحة وعتاد.
هو صاحب الشعار المشهور «نحن شعب لا يسجد إلا لله»، وشعار «بناء دولة لا تزول بزوال الرجال».
مرض مرضاً شديداً (هناك شكوك بأنّه جرى تسميمه)، وقيل له بانّ هناك مستشفى في فرنسا يضمن شفاؤك، فردّ قائلا: اتركوني أموت في بلدي ولا أتعالج عند الأعداء.
دخل في غيبوبة لمدّة 45 يوماً، ولم يجلس أحد في كرسي الرئاسة احتراماً له. توفي وفي حسابه المصرفي 2500 دينار جزائري (بما يعادل 620 دولاراً أميركياً في حينه).
توفي في 27 كانون الأول 1978، رحمه الله.
كاتب وباحث