صعب على كل مَنْ عايش ورافق الدكتور عامر مشموشي من الرعيل القديم أو الجديد من الزملاء الصحفيين أن ينساه بسهولة، هو مدرسة في عمله ونهجه وخلقه وهدوئه وكتاباته وعلاقاته المتينة مع رجال السياسة.
وإنْ كان من تشبيه حقيقي لخسارتنا برحيله فهو أن «الجسر رحل»..
نعم الدكتور عامر جسر يوصلك للمعلومة الصادقة المحبوكة مهنياً وعلمياً ومن منبعها، فكم من المرّات حين كنّا نكتب مواضيعنا ونعرضها عليه، وعسى أن «القطبة المخفية» في الخبر تحتاج الى توضيح، كان يبادر وبشكل سريع وعفوي الى سحب هاتفه من جيبه ليُجري الاتصالات مع المرجعيات المتصلة بالخبر وكنّا على الدوام يدهشنا لأنّ كل اتصالاته يُجاب عليها ومن الرنّة الأولى فرصيد محبته واحترامه عند المرجعيات لا حدود له.
نعم.. رحيلك يا أستاذنا أفقدنا «الجسر» والقلم الحر الصادق والأستاذ والمستشار والمعلّم، نقلت إلينا تجربتك التي كنت تستند عليها أنّ قلم الصحافي الحر لا يُكسر ودربه لا يُغلق، فلقد خبرت ذلك يوم كانت أوصال الوطن مقطّعة تتحكّم فيها المعابر، فعبرت ووصلت بقلمك إلى القراء من خلال المؤسّسات الصحفية التي عملت فيها، وشكّلت جسراً للصحفيين المؤمنين بالعيش المشترك، لأنك آمنت وأيقنت بأنّ لبنان وطن الحريات.
نحن في «اللـواء» سنفتقدك لأنك في كل قلوب العاملين فيها المحبة والاحترام، فكل جنابتها عامرة بنعماتك؛ فإلى جنات الخلد ورحمك الله رحمة واسعة.