بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 أيلول 2018 12:02ص جعجع يصعِّد: الأزمة الحكومية إلى المربع الأول ولا تنازلات بعد الآن

باسيل لا يريد التواصل معنا.. والربط بمعركة الرئاسة الأولى فرضيات

حجم الخط
أزمة تشكيل حكومة العهد الأولى تراوح مكانها بل تراجعت إلى المربع الأوّل، حسب قول رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع لرابطة خريجي الإعلام التي زارته أمس في معراب برئاسة الزميل الدكتور عامر مشموشي، وهي مرجحة لمزيد من التعقيد بعدما رفض رئيس الجمهورية آخر تشكيلة قدّمها الرئيس المكلف سعد الحريري قبل أسبوعين، وما تبعها بأن على «القوات» بأن تتنازل تسهيلاً له عن حصتها الحقيقية وهي خمسة وزراء وتقبل بأربعة مقاعد وزارية خدماتية من دون حقيبة سيادية، كما كان يجب ان يكون عملاً بتفاهم معراب الذي وقعه رئيس حزب «القوات» مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل.
ويشير رئيس حزب «القوات اللبنانية» الى ان الاساس اليوم هو تأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن، موضحا انه من دون حكومة لا عمل في البلد، ويؤكد انه لا احد يستطيع تحجيم القوات بعد الانتخابات النيابية، وقد عدنا الى المربع الأول في ملف تشكيل الحكومة والمفاوضات حولها، ونحن اليوم نريد ثلث تمثيل المسيحيين في الحكومة كما حصلنا على أكثر من الثلث في الانتخابات النيابية وعليه من حقنا الحصول نحن وحلفائنا على 6 وزراء من اصل 15 في الحكومة إذا كانت ثلاثينية، و5 وزراء إذا كانت من 24 وزيرا. ويشدد على انه من غير الوارد التفاوض على حصتنا الحقيقية في الحكومة بعد الآن.
ويوضح رئيس القوات انه يؤيد اي معيار يتم وضعه شرط الالتزام به وتطبيقه على الجميع، مشيرا الى ان العديد من اللوائح التي خاضت الانتخابات خاضتها تحت عنوان الدفاع عن العهد، وقد افرزت هذه الانتخابات نتائج واضحة، وقد نال التيار الوطني 19 نائبا بأفضل الحسابات والباقي للعهد ما يصل مجموعه الى 28 نائبا، واذا اخذنا معيار 4 وزراء لكل فريق تحصل القوات على 4 وزارات مقابل 5 وزراء للتيار الوطني الحر ووزيرين لرئيس الجمهورية، اي ما مجموعه 7 وزراء، لانه لا يمكن احتساب عدد النواب مرتين، ونحن مع اعطاء 8 وزراء للتيار والعهد و4 للقوات يبقى 3 وزراء 1 للمردة وآخر للكتائب والثالث من حصة القوات التي تمثل وفق الاحصاءات لوحدها ثلث المسيحيين، مقابل 51 بالمئة للفريق الاخر. يضيف «لا نريد «بخشيشا» بالحكومة كما لا نريد اخذ وزرائنا».
ما في إلا على «خالتو»
ويعود جعجع الوراء الى مرحلة التفاوض على تشكيل الحكومة قبل تقديم رئيس الحكومة المكلف صيغته الحكومية الاولى الى الرئيس ميشال عون، مشيرا الى ان «الشيخ سعد ما في الا على خالتو» حين تباحثنا، وقال لنا ان الوضع لا يحتمل وقدمنا العديد من التنازلات بعد ان كنا نطالب بـ5 وزارات مع وزارة سيادية، لانه من غير المنطق ان 51 بالمئة من المسيحيين يأخذون المواقع الاساسية الثلاثة، نائب رئيس الحكومة ووزارتين سياديتين، غير اننا مع ضغوطات الرئيس الحريري المتكررة وافقنا على 4 حقائب، 1 سيادية و3 اخرى وازنة. وقد بذل الرئيس المكلف جهدا لنحصل على وزارة الدفاع ولم يعترض احد على عكس بعض الادعاءات، لكنه لم يوفق، فأقنعنا القبول بأربع حقائب خدماتية ليس فيها وزارة سيادية لتسهيل المهمة، وعلى اثر ذلك قدم الحريري صيغته الحكومية الى الرئيس عون، الا انه تم رفض هذه الصيغة ايضا، وبعد كل هذه المعطيات نسأل عن المعطل الرئيسي لتشكيل الحكومة؟ لافتا الى ان العقبة الرئيسية لتشكيل الحكومة هي التمثيل المسيحي واذا انحلت من السهل بعدها حل العقدة الدرزية التي تأتي في المرتبة الثانية، وشعارنا اليوم ثابت «لن نقبل ان يتم اعادتنا الى ما قبل الانتخابات، او ان يأخذ منا ما حصلنا عليه في الانتخابات».
باسيل يرفض
وردا على سؤال حول السبب لعدم التواصل المباشر بين «التيار الوطني» والقوات لحل المعضلة الحكومية، قال: «باسيل لا يريد التواصل المباشر»، واوضح انه حين زار الرئيس عون في الاسابيع الماضية ناقشنا كل الملفات وقد طلب الرئيس التواصل مع باسيل، وبعدها تم ايفاد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي للقائه، وقد حصل اللقاء بعد يومين وكان اللقاء سلبيا فهو لا يريد التواصل، وعليه لا نستطيع فرض الموضوع. ويعتبر ان «الوجود خارج الحكومة لاي فريق سياسي في الفترة الحالية مكسب بسبب الاوضاع القائمة حاليا في البلد، ولكن لا ارى حاليا حكومة من دون القوات رغم عمل البعض على هذا الخيار، الا انه لا يمكن تحقيقه». معتبرا ان باسيل يسعى للثلث المعطل في الحكومة لكن العهد ليس بحاجة إلى الثلث، ويمكن ان يكون سعي باسيل للموضوع تحسبا لطارئ ما على صعيد ملف رئاسة الجمهورية في المستقبل. ويوضح انه لا يرى اي تدخل خارجي في ملف التأليف لا من قريب ولا من بعيد، وبالتالي انه لا يرى اياد سعودية او ايرانية في ملف التأليف كما يروّج البعض.
ويلفت الى ان هناك تفاهماً مع التيار الوطني الحر ورئيسه باسيل ينقسم الى قسمين شق سياسي وآخر يتعلق بالمشاركة في السلطة والمناصفة بين التنظيمين، معتبرا ان باسيل تنصل من الاتفاق بحجة اننا ضد العهد، ونحن لسنا كذلك بل ندعم العهد كنا وما زلنا، ومع تشكيل الحكومة تم التنصل من اتفاق معراب وقد وضع جانبا اليوم بشكل مؤقت.
ولكن السؤال اليوم اين كنا ضد العهد؟ مؤكدا انه في ملف البواخر يجب اخراج العهد منه، مشددا على ان الرئيس ميشال عون حريص اكثر منا على العلاقة الثنائية، موضحا انه في ملف البواخر طرحنا نقل الموضوع الى دائرة المناقصات منذ البداية وقد بحثنا الموضوع مع التيار الوطني 6 اشهر قبل عرضه على مجلس الوزراء، لاننا ضد الطريقة التي عرض بها الملف وقد اكتشفنا ان معامل البر ارخص من البواخر، والحل اليوم هو الاخذ بتوصيات رئيس دائرة المناقصات جان علّية المعروف بتوجهاته السياسية. مع الاخذ بعين الاعتبار اننا لسنا الوحيدين الذين وقفنا ضد البواخر، بل ان حليف التيار والعهد حزب الله اعترض عليها ايضا، ونحن اليوم مع اخراج العهد من هذا الملف، كدليل واضح على اننا ما زلنا ندعمه وسنبقى لأننا نريد له النجاح، فكيف يقال بعد كل هذا اننا نعمل ضده. مع الاشارة الى انه في المواقف الاستراتيجية «القوات» كانت الداعم الابرز للعهد منذ البداية عبر التصويت للرئيس عون.
بين عون وفرنجية
ويشير جعجع الى ان القوات من جاءت بالرئيس عون الى موقع رئاسة الجمهورية، لانه حين ايدته كان ابعد ما يكون عنها، ولو لم نؤيده لكان رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية رئيسا خلال اسبوعين او 3 على الأكثر بعد التسوية الفرنسية – السعودية عليه، وبعد الدعم الذي تلقاه من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، كما ان الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون اتصل به مهنئا بالرئاسة. 
وعندما يسأل عن علاقة ما يحصل بانتخابات رئاسة الجمهورية يرد بأن الحديث عن معركة الرئاسة المقبلة هي فرضيات لا اكثر، لانه من الأفضل اليوم حل ازمة السير واقساط المدارس والكهرباء وغيرها من الملفات الشائكة، قبل الدخول في المجهول.
وحول ملف الجلسة التشريعية، التي يستعد رئيس المجلس الدعوة إليها لاحقاً، يرى جعجع ان الموضوع بحاجة الى المزيد من الدرس والتشاور مع الحلفاء لا سيما تيار المستقبل، ويعتبر ان رئيس المجلس نبيه بري يمثل «القوات» في هيئة مكتب المجلس.
المحكمة الدولية والاستفزازات
وفي ملف المحكمة الدولية في لبنان، يعتبر رئيس «القوات» ان الحريري قام بخطوات كبيرة وكان مرنا في هذا المجال، كما ان المحكمة ليست مزحة كي نتهمها بأنها اسرائيلية او غيرها من التشبيهات، لان الموضوع ليس مراجل فهناك 120 دولة ساهمت في تشكيلها كما ان هناك قضاة من 15 دولة. ويرى انه من غير المنطقي تسمية شارع بإسم القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، ومقابل موقف الحريري الكبير في هذه القضية على حزب الله ان يتخذ موقفا مماثلا في الموضوع. 
ويشدد جعجع على ان ملف المحكمة الدولية ليس هامشيا، لان هناك 70 بالمئة من اللبنانيين وفق الاحصاءات مع المحكمة الدولية، ويجب اخذ الموضوع بعين الاعتبار فهناك 20 اغتيالا ومحاولة اغتيال حصلت في لبنان، والامور على وضعها الحالي ليست مقبولة وعلى الطرف المعني (اي حزب الله) اخذ مبادرة في هذا الاتجاه.
الأسد ليس باقياً
وعلى صعيد الملف السوري، يشير الى ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يبقى في سدة الحكم، واكبر دليل على ذلك انعقاد قمتين في الفترة الاخيرة في سوتشي وايران بلا الاسد، ما يعني انه خارج المعادلة السياسية، كما انه لم ينته شيء في سوريا الى الان، لان هناك تواجد تركي على طول الحدود الشمالية وتواجد أميركي – كردي شرق الفرات، والموضوع بحاجة الى حل سياسي شامل يخرج على اثره الجميع من سوريا.
ويختم جعجع بالتأكيد ان لا خوف على الليرة اللبنانية وفق الخبراء الماليين، متحدثا عن خيارات «القوات» الاستراتيجية في المرحلة المقبلة والتي تركز على الملف الاقتصادي وعلى رأسها حل ازمة الكهرباء خلال 6 اشهر، ما يوفر على الخزينة ملياري دولا اميركي. ويعتبر انه حتى الساعة لا يوجد اي علامة استفهام حول ملف النفط وهو محصن، والمهم ان نقوم بما علينا في هذا الموضوع بعيدا عن التهويل بالاسرائيلي الذي يتخبّط في هذا القطاع.