بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 حزيران 2020 07:16ص جنبلاط لا يغادر «المعارضة».. ويُقدم إلى بعبدا رؤيته «للحل»

حجم الخط
فاجأ زعيم «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط اللبنانيين بموقفه من حوار اليوم في بعبدا. تأييده لهذا «اللقاء الوطني» دفعه الى عدم الإكتفاء بقبول دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون الى طاولة النقاش، بل الشروع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مشاورات لإنجاح الحوار وتأمين نصابه على أكثر من خط.


جاءت محاولات الرجلين خاصة مع زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري كما مع آخرين كزعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية. لم تنجح تلك المحاولات، وقد اختصر بيان الرؤساء السابقين للحكومة الموقف الحقيقي للحريري الذي حاكى نبض شارعه الناقم على خروج زعيمه وحده من جنة الحكم والمُخاصم هذه الايام لعهد عون، وخاصة لطفله المدلل رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل. وتلا فرنجية بعد كلام رؤساء الحكومات ومن بعده زعيم «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بيان الإعتذار عن الحضور.

لكن جنبلاط يعلم تماما أن من شأن فشل دعوة عون وفرط لقاء بعبدا توجيه ضربة لهيبة العهد الذي يواجه الصعوبات، وهو ما يشكل انتكاسة ليست البلاد في حاجة لها. وكان لافتا للانتباه تحييد باسيل لجنبلاط عن لائحة المُهاجَمين خلال مؤتمر الصحافي الأخير ما عزز من القرار الجنبلاطي، علماً أن كلام رئيس «التيار الحر» شكل ذريعة لبعض المقاطعين لعدم الحضور. لكن حضور الزعيم «الإشتراكي» عبر نجله النائب تيمور عن «اللقاء الديموقراطي» كما تقول أوساطه، سيُضفي خصوصية على الحدث، وهو يأتي في إطار مساعيه المتجددة للتقارب مع الأخصام محاكاة لموقع متجدد على الساحة.

الريّس: ورقة شاملة

يلفت المستشار المُقرب من جنبلاط، رامي الريّس، لـ«اللواء»، النظر الى أن التواصل ضروري في هذه الفترة وذلك بمعزل عن أية تحولات في السياسة في لبنان، «فالحوار هام حتى في حال عدم التوافق، ويجب أن يحصل ولو على قاعدة الخلاف». 

وجاءت دعوة عون الى اللقاء بعد فترة وجيزة على «مصالحة» درزية إفتتحتها بعبدا قبل أشهر لتمهد عبر خرق الجفاء بين جنبلاط وزعيم «الحزب الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان، للاجتماع الأبرز في عين التينة الذي تم قبل أيام برعاية بري هذه المرة.

«لا يمكن لنا المناداة طويلاً بالحوار من دون تلقف دعوة كهذه في هذه الظروف وهو دأبنا في كل المحطات»، يقول الريّس. هو يشير الى إيجابية يود جنبلاط إظهارها وسيوجه الى اجتماع بعبدا ورقة تتضمن رؤيته متعددة الوجوه «للحل»، سياسياً وميثاقياً وإقتصاديا وإجتماعياً، وسيعرضها للنقاش الجدي في بعبدا. 

يبدو واضحا من خلال الحركة الجنبلاطية مع حلفاء الصف ومنهم بري، أن النية ليست لمواجهة الحكومة أو إسقاطها، من دون أن يعني ذلك تعويم عثراتها. ويوافق الريّس على أن الفراغ الطويل في البلاد هو حليف الحكومة «وإذا كان البلد لا يتحمل هذا الفراغ، يجب علينا الخروج من حالة التردد والمراوحة ومباشرة العملية الإصلاحية وهي بالغة الأهمية أمام الجهات الدولية في سبيل الحصول على المساعدات المطلوبة»، مشيراً الى أن فالوقت ليس لتمنين اللبنانيين وإلقاء اللوم دوماً على الماضي. 

واليوم برزت تساؤلات تتعلق بموقع جنبلاط على الخارطة السياسية واصطفافاته في ظل الفسيفساء الغريبة على الساحة. يلفت الريّس الى «أننا لا زلنا في المعارضة»، وهو الموقع الذي سيستمر عليه زعيم «الإشتراكي»، ولا تعني موافقته على لقاء بعبدا أنه ترك هذا الموقع، مثلما لا يمكن تصنيف بعض من امتنع عن الحضور في إطار الموالاة أو المعارضة.

وإذا كان من الممكن اختيار العنوان المناسب للحركة الحالية التي تؤشر أيضاً الى ما هو مقبل بالنسبة الى جنبلاط، سيكون التقارب مع الأخصام في ظل مرحلة بالغة الدقة لبنانياً وإقليمياً ودولياً، وبذلك يتم تحييد العامل السياسي عن أية آثار أمنية خطيرة لكي لا يكون مسبباً أو مفجراً لها. 

شخصيات جديدة

وانطلاقا من لقاء بعبدا الذي يقول مؤيدوه إنه سيحاول تأمين الغطاء المؤسساتي وتوفير الشرعية للمؤسسات المتعددة في البلاد وعلى رأسها تلك الأمنية، علمت «اللواء» أن الزعيم «الإشتراكي» قرر إيفاد الريّس في مهمة متجددة على صعيد تعزيز الحوار، وهو سيستأنف جولة جديدة من اللقاءات والمشاورات التي عمل عليها أخيراً مع شخصيات أخرى وفعلت في توضيح وجهة نظر جنبلاط والتقارب. وبعد الخرق الذي حصل يريد الأخير البناء على ذلك لمواكبة مرحلة صعبة وطويلة على الجميع.