بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 شباط 2023 12:00ص حازم شاهين مدرسة الصدق والتواضع!

حجم الخط
بداية، أود أن أعتذر من البروفسور حازم شاهين لأن اتصالي به تأخر لبعض الوقت، يومين أو ثلاثة أو أسبوع، وهو في البال، وأنا أفكر كيف أبرّر التأخير، لرجل ما دأب يأخذ المبادرة، ويُعبّر عن التضامن، وُيبدي الاستعداد لتقديم ما يمكن من مساعدات.
ترتقي معرفتي القريبة به إلى ما لا يقل عن ربع قرن، وقبلها معرفة عن بُعد، فعرفته مدرسة في التواضع والصدق، لم تأخذه ألقاب «الأفندية» أو البيك، أو حتى «الإقطاعي» التي كان يمقتها كثيراً. ويقول لي دائماً: نحن عائلة واحدة.. يسأل عن الكبير والصغير.. لا يترك مناسبة إلا وتراه حاضراً بتواضعه.. وصدقه، ورغبته بخدمة الناس.
هو ابن مالك قريتنا فرون، على بُعد 18 كلم من النبطية، ويدعى توفيق شاهين، الذي شكّل مدرسة في التعامل مع البسطاء والمزارعين والفلاحين. توفي شقيقه الحاج أمين قبل عامين أو أكثر، وتولى هو القيام بالواجب، فبكى عندما جئت معزياً الى حسينية الإمام الصادق في مدينة النبطية، عمّه النائب السابق رفيق شاهين، الذي انتخب لدورات عدة عن قضاء النبطية.
درس هندسة الكهرباء في لندن، وتخرّج مهندساً، عمل لسنوات في شركة الكهرباء، وكان وراء عدد من مشاريع تطوير المؤسسة، قبل أن يصبح أستاذا في الجامعة الأميركية في بيروت برتبة بروفسور، حيث تخرج على يديه المئات من المهندسين الذين برعوا في مجالات الهندسة والريادة والقيادة والعمل السياسي.
أحلى ما كان البروفسور شاهين يعزّ عليه، هو أن تُسميه بـ«البروفسور» للتأكيد على اولوية العلم والمعرفة لديه.
لم يُحدث جاه الملكية التي تقاسمها عن والده المرحوم توفيق مع شقيقه المغفور له أمين وشقيقاته أي شعور «بفوقية» أو مسافة مع الجمهور او العامة، فهؤلاء «أهله» وهو واحد منهم.
رحل البروفسور حازم، وهو المؤمن بأرضه ووطنه وربه، وجنوبه وجماعته، مخلفاً آثاراً طيبة، لا تُمحى، وسمعة تتكرر مع الأجيال.
رحمة الله عليك يا صديقي... وإلى جنّات الخلد، والعزاء لنجلك وعائلتك، وقريتك فرون، التي هي بيتنا جميعاً.