بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الأول 2023 06:02م حراك مكثف هذا الأسبوع لتهيئة مناخات التمديد لقائد الجيش

القلق يتزايد من تمدد الصراع .. واحتدام الجبهة الجنوبية مؤشر جدي

حجم الخط
في الوقت الذي تثير تطورات الأوضاع المتسارعة على الجبهة الجنوبية مخاوف أبناء المناطق الحدودية من خروج الوضع عن السيطرة بشكل كامل، مع ارتفاع منسوب التصعيد العسكري بين "حزب الله" وإسرائيل، وعلى وقع تحذيرات متبادلة من عواقب أي مغامرة قد يقوم بها أحد الطرفين . بدا بوضوح أن "حزب الله" لا يستبعد أن تبادر إسرائيل إلى شن عدوان واسع على لبنان، بحيث أنه يعمل على هذا الأساس، بعدما اتخذ كل الاستعدادات لكل طارىء على هذا الصعيد، باعتبار أنه يأخذ بالحسبان قيام إسرائيل بعدوان واسع على الجنوب في أي وقت، توازياً مع استمرار التهديدات الإسرائيلية، من انخراط لبنان في الحرب . وقد حضر الملف الجنوبي بقوة في الاجتماع الذي عقده، اليوم، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي عادت وحذرت من مغبة خروج الوضع عن السيطرة، في حال اتخذ "حزب الله" قراراً بفتح جبهة لبنان ضد إسرائيل .



وتخشى أوساط متابعة لمسار التطورات الجنوبية، من أن تكون الجبهة العسكرية، عرضة لانفجار واسع بين "حزب الله" وإسرائيل، في حال اتسع نطاق الحرب أكثر فأكثر بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة، وعندها قد تكون المواجهة الشاملة على جبهة لبنان، أمراً لا مفر منه، في ظل نشر إسرائيل ما يقارب من مائة ألف جندي على حدودها مع لبنان، على وقع تحذيرات إيرانية متواصلة من تحول المواجهة القائمة إلى صراع إقليمي عاجلاً أم آجلاً . في الوقت الذي تشير المعلومات إلى أن هناك أطرافاً سياسية وعسكرية في إسرائيل، تدعو إلى شن حرب ضد "حزب الله"، في موازاة الحرب القائمة ضد "حماس"، أو في مرحلة لاحقة بعد الانتهاء من العمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية، ووسط دعوات إسرائيلية متصاعدة لتغيير الواقع على الحدود الشمالية، ما يثير مخاوف من أن يكون جيش الاحتلال على وشك توسيع نطاق حربه على لبنان . وهذا ما ترجم بتصعيد عسكري كبير في الجنوب ، وما تخلله من تبادل عنيف للقصف المدفعي والصاروخي، إلى جانب اتساع نطاق الهجمات الجوية التي طالت مناطق عديدة في أكثر من منطقة جنوبية  . 
وفي ظل هذه الأجواء، وفيما سارعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا الى تكرار تحذيراتها من أنّ "أي خطأ في الحسابات يُمكن أن يجر لبنان إلى تصعيد يتجاوز جنوبه"، مشددة على أن "الأجواء بين لبنان وإسرائيل أخطر مما كان عام 2006"، فإن الدخول القوي لجماعة الحوثي في اليمن على خط حرب غزة، من خلال استهداف السفن الإسرائيلية، وقيام مسيرات إيرانية بالتحرش بالاسطول الحربي الأميركي، إلى جانب استهداف القواعد الأميركية في العراق وسورية، يثير قلقاً جدياً من تمدد الصراع على نحو قد يدفع المنطقة برمتها إلى الحرب، سيما وأن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أشار بوضوح إلى استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة، سيدفع قادة المقاومة إلى الرد بشدة وقسوة . في إشارة إلى أن الأذرع الإيرانية في المنطقة، ومن بينها "حزب الله"، قد تفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، لمزيد من إشغالها في حربها ضد "حماس"، وبهدف التخفيف قدر المستطاع من الضغط على المقاومة الفلسطينية .




إلى ذلك، وفي حين عاد المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بلاده بخفي حنين، إثر فشل جولة لقاءاته اللبنانية الرابعة، كان لافتاً ما نقله  عضو كتلة "الاعتدال الوطني" النائب سجيع عطية الذي أشار الى ان "لودريان كان واضحا في موضوع قيادة الجيش لناحية تأييد التمديد للعماد جوزيف عون لمصالح فرنسا التي لها نحو 600 عسكري في جنوب لبنان وهو تحدث باسم المجموعة الخماسية وليس باسم فرنسا منفردة". وهذا يدل بوضح على أن هناك قراراً خارجياً بالتمديد للعماد عون، لأنه ليس مقبولاً حصول أي شغور في موقع قيادة الجيش وفي ظل عدم وجود رئيس للجمهورية ، توازياً مع حديث عن زيارة سيقوم بها الموفد القطري إلى بيروت مجدداً، للبحث في عدد من الاسماء لاختيار أحدها لرئاسة الجمهورية . على أمل أن يتصاعد الدخان الأبيض الرئاسي قبل نهاية العام، إذا سارت الأمور في مسارها الصحيح .

وتكشف المعلومات ل"موقع اللواء"، أن هذا الأسبوع سيشهد حراكاً داخلياً مكثفاً من أجل بلورة تصور فاعل، يفضي إلى تهيئة الأرضية التي تكفل التمديد لقائد الجيش، ريثما يصار إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يتولى بعد انتخابه الإشراف على إجراء تعيينات عسكرية في جميع المواقع، وعلى رأسها قيادة الحيش . وهذا هو ما تطالب به بكركي، والذي يلقى دعماً من معظم القوى السياسية، على أمل أن يصار إلى إقناع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وفريقه السياسي بهذا التوجه، تلافياً لحصول فراغ في رأس المؤسسة العسكرية، وهذا بالتأكيد ليس في مصلحة أحد في ظل الظروف الراهنة، حيث يعيش البلد أجواء حرب حقيقية في الجنوب، تهدد استقراره الداخلي برمته .