بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الثاني 2018 12:02ص حركة باسيل غير منفصلة عن التخوف من تجاوز الخطوط الحمراء

بعدما كشفت الأزمة الحكومية حالة الإحتقان في الشارع

حجم الخط
عادت بوادر إيجابية على صعيد تشكيل الحكومة تظهر في ظل الجمود الذي يسيطر على مسار التأليف لا سيما بعد المواقف الأخيرة لبعض القوى السياسية التي انقضت على موقع رئاسة الحكومة في ظل حملات طاولت الرئيس المكلف سعد الحريري ما ترك مخاوف وارتباكاً بأن يكون هناك أمر عمليات أو انقلاب على التكليف وعودة البلد إلى حقبة سوداء وفي ظروف بالغة الدقة أمنياً وسياسياً واقتصادياً ومعيشياً.
وفي هذا السياق تشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن هناك معلومات تؤكد بأن تحرك وزير الخارجية جبران باسيل مجدداً إنما جاء من خلال أفكار دمجت ما بين رئاستي الجمهورية والمجلس النيابي إذ لا يقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن تستمر الأمور على ما هي عليه، وعلم أنه فاتح الرئيس المكلف على هامش مناسبة الاستقلال بأن يكون هناك حراك فعلي وجاد بعد هذه المناسبة لأن البلد لم يعد يحتمل هذا الشلل والأوضاع الصعبة على كافة المستويات، والأمر عينه قاله الرئيس نبيه بري، وبالتالي فإن ما يقوم به وزير الخارجية فيه الكثير من أفكار رئيس المجلس النيابي الذي زود باسيل بصيغة متكاملة ومن الطبيعي مدعومة من رئيس الجمهورية، على أن تسوق بداية مع رئيس الحكومة ولاحقاً مع بعض القوى السياسية المعنية بالعرقلة للخروج من النفق المظلم الذي يحيط بتشكيل الحكومة العتيدة بعدما وصلت الأمور إلى مرحلة قد تطيح بالأمن، لا سيما وأن هناك تساؤلات طرحت في الساعات الماضية حول الأهداف الكامنة لضرب موقع رئاسة الحكومة ودفع الرئيس المكلف للاعتذار من خلال الحملات التي طاولته من حزب الله وحلفائه وصولاً إلى احتقان الشارع ما أدى إلى تحرك الرئيس بري الذي يدرك مخاطر ما يجري وقلقه من فتنة مذهبية في البلد لا يمكن لجمها في حال توسعت مروحتها في ظل هذا الاحتقان السائد على غير صعيد وأمام ظروف استثنائية داخلية ومحلية.
من هذا المنطلق بات واضحاً أن هناك قلقا وخوفا لدى الجميع بعدما تم تجاوز الخط الأحمر وبات البلد على شفير الهاوية سياسياً واقتصادياً ومعيشياً ومن ثم عودة الاضطراب الأمني والتهديدات من كل حدب وصوب، فهذه الأوضاع من شأنها أن تؤدي إلى القبول بالصيغة التي يحملها باسيل والتي ستظهر معالمها خلال الأيام المقبلة، ودون ذلك فالبلد ذاهب إلى المجهول بحسب أكثر من مصدر سياسي مواكب ومتابع لمسار الأوضاع، وبالتالي هناك لقاءات ومشاورات بالغة الأهمية تجري وفق المعلومات المتداولة بعيداً عن الإعلام، لا سيما أن الجميع بدأ ينقل قلق المجتمع الدولي من ذهاب لبنان إلى مكان خطير جداً وهذا ما حصل مع الوفد المرافق للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الفاتيكان وصولاً إلى بعض المسؤولين اللبنانيين الذين زاروا دولا عربية وأوروبية والتقوا فيها بعض المسؤولين الذين بدورهم نقلوا مخاوفهم حيال ما يحصل في لبنان، وتحديداً من فراغ حكومي لا يمكن السير به إلى ما لا نهاية مما يستدعي تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، بحيث ان دول القرار لا تُعر لبنان الأولوية لمعالجة أوضاعه، بل الأمور محصورة بمسألة النازحين لدقتها وحساسيتها، فثمة ملفات تحظى بالاهتمام الأبرز ولا سيما الحرب في سوريا إلى العراق وفلسطين، وفي غضون ذلك فإن الجميع في لبنان يجب أن يقدم تنازلات قبل فوات الأوان في هذه المرحلة البالغة الخطورة لبنانياً وإقليمياً ودولياً.
من هنا يبقى أن مبادرة الوزير باسيل سلكت طريقها ونجاحها رهن التوافق أو الدعم من قبل المعرقلين وهم باتوا معروفين لا سيما على خط عقدة توزير سنة المعارضة ولهذه الغاية فإن هذه المبادرة قد جاءت ربطاً بهذه العقدة التي لا ترتبط بتوزير سني من الثامن من آذار إنما لها ظروفها وخلفياتها داخلياً وإقليمياً وعلى هذا الأساس تتم المعالجة من الفريق السياسي الذي له صلات سياسية وتحالفية مع الفريق المعرقل.