بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 آذار 2024 04:56م "حزب الله" ل"الاعتدال" : أكثر تمسكاً بفرنجية

لا قرار إسرائيلياً بتسهيل مهمة هوكشتاين

حجم الخط

عمر البردان : 

على وقع بلوغ التصعيد في الجنوب ذروته بين إسرائيل و"حزب الله"، ما يفتح أبواب المواجهات الدائرة على مصراعيها، أجرى كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين، اليوم، محادثات صعبة، مع عدد من المسؤولين، إضافة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون ،بحثاً عن مخارج للتخفيف من حدة هذا التصعيد الذي يهدد بانفجار واسع على جانبي الحدود، وسط تساؤلات، عما إذا كانت إسرائيل ستتجاوب مع مساعي التهدئة الأميركية، في وقت كان لافتاً ما قاله هوكشتاين، من أن "أي هدنة في غزة لن تمتد بالضرورة تلقائيا للبنان". وهذا ما يثير المخاوف برأي أوساط سياسية مراقبة، من أن إسرائيل قد لا تكون مستعدة لتهدئة الجبهة مع لبنان، حتى لو تم التوصل إلى هدنة موقتة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة . وإن أشار الموفد الأميركي، إلى أن بلاده ملتزمة بالعمل مع حكومة لبنان لإنهاء العنف الذي بدأ في 8 تشرين الأول، وتأكيده أنه "هنا لإيجاد حل دبلوماسي لإنهاء الصراع على حدود لبنان الجنوبية" .



ورغم المساعي الأميركية والأوروبية، لنزع صاعق التفجير بين الطرفين، إلا أن الأجواء التي سبقت وصول هوكشتاين، لا تحمل على التفاؤل بإمكانية نجاحه في لجم التدهور وخفض وتيرة التوتر المتواصل، بعدما بدا أن الإسرائيليين يحاولون التفلت من الضغوطات الأميركية، بعد اتساع هوة الخلافات مع إدارة الرئيس جو بايدن . وهذا ما يضع الكثير من العقبات أمام قدرة مستشار الرئيس الأميركي، على إقناع إسرائيل بعدم مهاجمة لبنان، لإبعاد "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني . في ظل حديث عن أن جيش الاحتلال أخذ قراره بمهاجمة لبنان، بانتظار التوقيت الذي قد لا يكون بعيداً .


وإذا كان الإسرائيليون قد أعلنوا أنهم غير معنيين بحصول هدنة مع لبنان، ما يرفع من مخاطر العدوان على لبنان ، توازياً مع تأجيل السلطات الإسرائيلية عودة سكان المستوطنات إلى تموز، كمؤشر واضح على أن هناك نوايا تصعيدية تجاه لبنان، فإن هناك تعويلاً لبنانياً رسمياً، على زيارة المسؤول الأميركي في خفض منسوب التصعيد في الجنوب، وبما يفضي إلى إيجاد حل سياسي للوضع المتوتر، انطلاقاً من ضرورة التزام إسرائيل بالقرار 1701. سيما وأن الجهود الأميركية متواصلة، من أجل ضمان عدم خروج الوضع عن السيطرة، بالنظر إلى العواقب الوخيمة لأي حرب قد تنشب في المنطقة، وهذا ما لا يريده لبنان والإدارة الأميركية . وهو ما أشار إليه المستشار هوكشتاين، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بتأكيده، أن "التصعيد ليس في صالح أي طرف، وأن الأولوية يجب أن تكون لتسوية دبلوماسية"، في وقت علم أن "حزب الله" لن يعطي موقفاً من الزيارة الأميركية، بانتظار ما سيسمعه من أفكار حملها مستشار بايدن إلى المسؤولين، وما سيكون عليه الرد الرسمي اللبناني، ليبنى على الشيء مقتضاه . 

وكشفت المعلومات المتوافرة، انّ الموفد الأميركي، حمل معه تصوراً لنزع فتيل التوتر في الجنوب، جرى ، بحثه مع الرئيس بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، عبارة عن خطة تم وضعها بعناية، تقوم على تجزئة الحل الذي يعمل عليه، وفق مجموعة مسارات بحاجة إلى متابعة مستمرة، بدءاً من إعلان وقف لإطلاق النار في الجنوب، في موازاة الإعلان عن هدنة غزة . لكن ووفقاً لما تقوله المعلومات، فإن مهمة هوكشتاين محفوفة بالمخاطر، إذا ما جاء الجواب الإسرائيلي سلبياً، على الجهود الأميركية لإنجاز تسوية سياسية مع لبنان  . 


وسط هذه الأجواء، وفيما التقى وفد كتلة "الاعتدال الوطني"، اليوم، "حزب الله"، لوضعه في أجواء مبادراته لحل المأزق الرئاسي، فإن ما تمخض من معلومات حول اللقاء، لا يشير إلى أي تغيير في موقف "الحزب" من الاستحقاق الرئاسي، لا بل أنه أبلغ وفد "الاعتدال" بأنه أكثر تمسكاً بترشيح سليمان فرنجية، ما يعني برأي أوساط معارضة، أن "الثنائي الشيعي"، ليس بصدد تسهيل إنجاح هذه المبادرة، كونه ما زال على موقفه بدعم فرنجية، وأنه يرفض التسليم بالخيار الثالث، في وقت برز توجه واضح لدى سفراء المجموعة الخماسية، بضرورة فصل المسار الرئاسي في لبنان عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة . أي أن يصار إلى النأي بالاستحقاق الرئاسي عن أي ملف إقليمي آخر. وهذا ما يفرض على اللبنانيين العمل من أجل التوافق، لإنجاز الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت.