بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 شباط 2024 03:45م "حزب الله" يرفض الشروط الإسرائيلية ومستعد لكل الاحتمالات

المعارضة متشائمة بعد مواقف بري : قطع لطريق "الخماسية" بالاصرار على الحوار وفرنجية

حجم الخط
يعكس استمرار لبنان  في دائرة الاهتمام الدبلوماسي الدولي، تزايد القلق الخارجي على الأوضاع في الجنوب، وإمكانية خروجها عن السيطرة مع ارتفاع وتيرة التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، وفي ظل بروز خشية حقيقية من انعكاسات الحرب الأميركية على الأذرع الإيرانية في سورية والعراق، على مسار الأمور على الجبهة الجنوبية . وفي حين يتركز الاهتمام على متابعة الحراك الديبلوماسي تجاه لبنان هذا الأسبوع، توازياً مع جولة  وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الخامسة على المنطقة، منذ السابع من أكتوبر الماضي . ومن المرتقب أن تستقبل بيروت، غداً، وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، في أول جولة له في المنطقة بعد تعيينه في منصبه . وقد استحوذت المحادثات التي أجراها كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين في إسرائيل، باهتمام الأوساط السياسية، في إطار جهوده لنزع فتيل التوتر بين إسرائيل ولبنان، وبما يساعد على التمهيد لإجراء ترسيم للحدود البرية بين البلدين، في ظل تصاعد الخشية من تحول المواجهات العسكرية المحتدمة على حدود البلدين إلى حرب واسعة لا يمكن التكهن بنتائجها . وفي الوقت الذي أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن بلاده مستعدة لحل الصراع في جنوب لبنان، من خلال التفاهمات الدبلوماسية، رأى وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس، أن "الوقت ينفد لإيجاد حل دبلوماسي جنوب لبنان". وأكد أنه "إذا لم يتم التوصل لحل سياسي فسيكون هناك تحرك عسكري لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان" .


وفي حين ما زال "حزب الله" على موقفه، بأن الكلمة للميدان، وأنه مستعد لكل الاحتمالات الميدانية، وقد جهز نفسه لمقتضيات الحرب في حال فرضت عليه، فقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، في سياق المطالب التي وجهها غالانت لهوكشتاين أن "المطلب الأول هو إبعاد قوة الرضوان من الحدود إلى الليطاني"، في حين أن "الطلب الثاني يرتبط بقدرة حزب الله على إطلاق صواريخ ضد الدروع وهذا يتطلب الابتعاد عن الحدود بين 8 و10 كلم". أما الطلب الثالث، فهو طلب إسرائيل "وقف إطلاق نار وتفاهمات وأن تتحقق الشروط وعندها نستطيع أن ندعو السكان للعودة إلى الشمال". وهي مطالب لا تلقى قبولاً عند "الحزب" الذي يرى أن كل الضغوطات الخارجية التي تمارس على لبنان، هدفه تأمين مصلحة إسرائيل، دون الأخذ بعين الاعتبار لمتطلبات القرار 1701 الذي يطالبها بوقف اعتداءاتها على لبنان واحترام سيادته . 
وينتظر أن يبحث رئيس الدبلوماسية الفرنسية، في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لتهدئة الوضع في الجنوب، والعمل على تفويت الفرصة على إسرائيل، لمنعها من الاعتداء على لبنان، بالالتزام بالقرار 1701 وتطبيق مندرجاته، بانتظار ما سيحمله معه المبعوث الأميركي هوكشتاين، في حال زار لبنان، حيث من المتوقع أن يضع في مقدم اهتماماته، ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، سعياً من أجل خفض التصعيد على الحدود، وبما من شأنه نزع فتيل التوتر المتصاعد بين "حزب الله" وإسرائيل، سيما وأن التحذيرات الخارجية لا زالت تتوالى، من مخاطر تمدد الصراع ليشمل لبنان، وسط اتساع القلق من انفجار قد يعم المنطقة بأكملها .


وسط هذه الأجواء الشديدة التعقيد، وفيما لم تتضح معالم المرحلة المقبلة على صعيد الانتخابات الرئاسية، في ظل بقاء "الثنائي الشيعي" على مواقفه، فإن ما صدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن الملف الرئاسي، لا يشير برأي مصادر معارضة، إلى أي حلحلة على هذا الصعيد، لا بل على العكس، فإن هذا الملف مرشح لمزيد من التعقيد، باعتبار أن كلام بري يعكس مزيداً من التشدد، ولا يساعد على تسهيل الطريق أمام عمل المجموعة الخماسية، سيما في قوله، إن "لا جلسات متتالية من دون تشاور" . وهذا برأي المصادر، "قطع لطريق عمل سفراء "الخماسية"، طالما أن هناك إصراراً على التمسك بترشيح سليمان فرنجية الذي لا يلقى قبولا داخلياً ولا خارجياً" . وإزاء هذا الواقع، فإنها لاترى ترجمة فعلية لتحرك المجموعة الخماسية في ظل الظروف الراهنة، وبعد مواقف "الثنائي"، رغم أن منطلقات المساعي التي يقومون بها سليمة . ما يمكن القول أن المجموعة تهيئ المناخات من أجل إجراء الانتخابات، في الأشهر المقبلة، بعد اتضاح صورة الأمور في الإقليم، مشددة على كل المؤشرات تدل على أنه لا مناص من الذهاب إلى الخيار الثالث، بعدما أصبح الجميع على قناعة، بأن هناك استحالة في انتخاب مرشح أحد الفريقين .
وترى المصادر المعارضة، أنه رغم تمسك "حزب الله" بمرشحه فرنجية، إلا أن الأول يدرك تماماً، أنه بات عاجزاً عن إيصال الأخير إلى قصر بعبدا، مهما طالت مدة الشغور، لأن تماسك المعارضة وضغط الخارج، يحولان دون ذلك. عدا عن أن القوى السيادية، مصممة على عدم تكرار خطأ ال2016، وتالياً فهي ترفض الخضوع لمحاولات الفريق الآخر فرض مرشحه، تارة بالترغيب وطوراً بالترهيب، مشددة على أن الدعوات للحوار بشأن الرئاسة، مجرد حجج وتبريرات للتأخير، من أجل فرض خيار فرنجية .

ولا تستبعد المصادر، أن يلجأ الإسرائيلي إلى التصعيد، لأنه مأزوم على أكثر من جبهة، ما قد يدفعه للهروب إلى الأمام باتجاه لبنان . ولهذا لا يجب إعطاء جيش الاحتلال تبريرات لتحقيق أهدافه، سيما وأنه تبين أن  حزب الله، ومن خلال ما يقوم به في الجنوب لم يقدم شيئاً لغزة الكثير، الأمر الذي يزيد المخاوف من عدوان إسرائيلي، لا يمكن التكهن بالنتائج التي ستترتب عنه .