بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 آب 2018 12:25ص حلول مؤجلة

حجم الخط
لا جديد على صعيد التأليف، فعطلة عيد الأضحى المبارك وسفر الرئيس المكلف أرخت بظلالها على الحركة السياسية الداخلية التي كانت ناشطة على خط تذليل العقد التي ما زالت تؤخّر ولادة حكومة العهد الأولى التي يعلّق عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كبير الآمال في انطلاقة عهده التي وعد بأن تكون انطلاقة اصلاحية مميزة، تُعزّز وجود الدولة القوية والعادلة والتي تطلق مسيرة الإصلاح الكامل في هيكلية الدولة، وتزيل بالتالي شبح الخوف من سقوط الدولة نتيجة الاهتراء شبه الكامل في هذه الهيكلية ونتيجة تمادي السلطة السياسية التي تعاقبت على حكم البلاد في استباحة الدولة لتحقيق المكاسب الشخصية على حساب الشعب الذي لا حول له ولا طول في محاسبة هذه السلطة على ارتكاباتها التي تجاوزت كل الحدود.
وإذا كانت هناك بعض الآمال عند اللبنانيين في أن يتمكن الرئيس المكلف من حلحلة العقد التي ما زالت تؤخّر ولادة حكومة العهد الأولى فإن كل الوقائع السياسية على الأرض تشي بأن مهمته ما زالت صعبة للغاية، حتى ان البعض يضعها في خانة الاستحالة استناداً إلى المواقف المعلنة على الرأي العام من المعنيين في عملية التشكيل كمثل التيار الوطني الحر الذي لا يزال يُصرّ على الثلث المعطل في الحكومة متجاوزاً بذلك كل المعايير. في المقابل القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحتى تيّار المستقبل الذين يطالب كل فريق منهم بحقه في التمثيل وفق المعايير التي وضعها التيار الوطني الحر والتي ترتكز على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة.
ان هذا الاصرار من التيار الوطني الحر على الحصول على الثلث المعطل في الحكومة العتيدة يثير مخاوف رئيس الحكومة المكلف استناداً مع تجربته السابقة مع هذا الفريق الذي استفاد آنذاك بحصوله على الثلث المعطل وأقال الحكومة فيما كان رئيسها يستعد لمقابلة الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، فضلاً عن أن هذا الإصرار يطرح إشكالية أخرى تتعلق بالتفاهم الشفهي بين رئيس الجمهورية على ان تؤلف حكومة تحافظ على التوازن السياسي في البلد ولا تكون أسيرة فريق سياسي واحد كما يطالب التيار الوطني نيابة على فريق الممانعة الذي يقوده حزب الله، الأمر الذي يجعل من التوصّل إلى حلول لأزمة تأليف الحكومة طويلاً يتجاوز ربما حدود السنة الحالية خلافاً لترجيحات بعض السياسيين بأن يشهد شهر أيلول المقبل ولادة الحكومة العتيدة.
وفي هذا السياق على الذين يريدون الإسراع في قيام حكومة العهد الأولى أن لا ينسوا العامل الخارجي الذي دخل على الخط من بوابة المطالبة بالتنسيق مع النظام السوري، قبل أن تنجلي الاتصالات الدولية الجارية، بين الروس والولايات المتحدة الأميركية لتقرير مستقبل سوريا والنظام الذي سيرسو عليه هذا المستقبل.