بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيلول 2023 04:22م حوار لودريان يصطدم برفض المعارضة : لا معطيات إيجابية لاستكمال مهمته

حجم الخط
تأكيد المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، على متابعة مهمته من أجل إزالة العقبات من أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ليس مبنياً على معطيات إيجابية من شأنها تعبيد الطريق أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب . ورغم إصراره على أن الحوار هو المدخل لحل الأزمة، انسجاماً مع ما يقوله رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلا أنه لم يشر إلى خطة عمل يحملها معه، كخارطة طريق للخروج من الشغور الرئاسي الذي يقترب من عامه الأول، آخر الشهر المقبل. عدا عن أن الحوار الذي يدعو إليه الموفد الفرنسي، يواجه برفض حاسم من جانب قوى المعارضة لتلبية أي دعوة للحوار بشأن الانتخابات الرئاسية، باعتبار أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية لا يحتاج إلى حوار، وإنما إلى تطبيق الدستور، وعدم إفقاد جلسات الانتخاب نصابها .

ولا تبدو قوى المعارضة متفائلة بقدرة الموفد الفرنسي على تحقيق أي تقدم في مهمته، طالما أنه يصر على الحوار الذي ثبت أنه لن يقود إلى أي نتيجة إيجابية، لأن الفريق الآخر يلجأ إليه، لإضاعة الوقت بانتظار الفرصة السانحة للانقضاض على خصومه. وبالتالي فإن العقبات ستبقى موجودة . وكان الأجدر أن يطالب المبعوث الفرنسي "الثنائي الشيعي" بعدم كسر نصاب جلسة الانتخاب الرئاسي الثانية، باعتبار أن هذا الأمر الذي يصر عليه الفريق الآخر، هو هروب من المسؤولية، وإمعان فاضح في إطالة أمد الشغور الرئاسي القاتل" .

وفي حين أكد لودريان أنه آت لإكمال مهمته، فإن المعلومات المتوافرة ل"موقع اللواء"، تشير إلى الموفد الفرنسي سيعقد حوارات ثنائية مع الأطراف السياسية، حول سبل الخروج من المأزق الرئاسي، على أن يكون له موقف مسهب بشأن مهمته، وما ينبغي القيام به من خطوات لانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، في وقت أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للودريان، أن بداية الحل للأزمة الراهنة في لبنان يقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان واتمام الاصلاحات الاقتصادية، لا سيما المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي”. 

ووفقاً للمعلومات، فإن الرئيس ميقاتي أسهب لضيفه الفرنسي في شرح مخاطر الأوضاع الاقتصادية، بحيث أن لبنان لم يعد قادراً على تحمل تداعيات الشغور الرئاسي، ولا بد من تسارع الجهود من أجل إخراج البلد من هذا المأزق الذي يهدده بعواقب وخيمة . لكن الموفد لودريان أكد في المقابل أن مفتاح الحل هو في أيدي اللبنانيين قبل غيرهم. وأن قرار انتخاب الرئيس العتيد لهم وحدهم . ولا بد من اتخاذ القرار الحاسم قبل فوات الأوان . رغم استمرار المساعي الخارجية لإنضاج الحل، على أمل أن يكون هناك رئيس قبل نهاية العام على أبعد تقدير . وكشفت المعلومات أن لودريان لم يلمس حصول تقارب في وجهات النظر من الملف الرئاسي بين الموالاة والمعارضة، وهو أمر لا يشجع على توقع حصول انفراجات على هذا الصعيد .

وأشارت مصادر وزارية، إلى أن إقرار موازنة 2024 يعتبر انجازاً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وهي خطوة على الطريق الصحيح، على أن يحيلها إلى ​مجلس النواب​"، في حين اعتبر الرئيس ميقاتي، أن "إعادة هيكلة المصارف من أهم القوانين المُدرجة في مجلس النواب وحريصون كل الحرص لتخطي هذه المرحلة الصعبة والمطلوب التعاون من الأطراف كافة". وإن شددت المصادر على أن كل ذلك لا يمكن أن تكتمل فصوله، إلا من خلال تضافر الجهود لانتخاب رئيس الجمهورية، ما يضع الأزمات على سكة الحل، ويفتح الأبواب أمام الخروج من هذا المأزق.

وفيما شهد مخيم "عين الحلوة" هدوءاً حذراً في الساعات الماضية، فإنه ووفقاً للمعلومات المتوافرة، فإن رسائل حازمة وصلت إلى المعنيين في المخيم من السلطات العسكرية والأمنية اللبنانية، بأنه سيكون هناك موقف حاسم للجيش اللبناني، إذا لم يتم وقف إطلاق النار، بعدما بلغ سقوط القذائف مراكز للجيش، وصولاً إلى داخل أحياء مدينة صيدا، لا بل الأخطر استخدام رصاص القنص لقطع طريق الجنوب . وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه، ولا بد من وقف القتال وتنفيذ ما تم التوافق عليه بحذافيره، على أن تشهد الساعات المقبلة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتثبيت خطوات وقف النار .