بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الثاني 2017 12:00ص خيارات لبنان الثلاثة في إجتماع القاهرة أصعبها مرّ

إستقبال ودي للحريري في باريس بصفته رئيسا للوزراء

حجم الخط
تتشعّب أزمة إستقالة الرئيس سعد الحريري الى مجموعة من الإستحقاقات، البسيطة في الشكل المتفرّعة في المضمون، نتيجة تداخلها مع مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، في مقدّمها إحتدام الكباش الإقليمي مع ما ينطوي على مخاطر تحوّله الى صراع مفتوح، من غير المستبعد أن يكون إستعمال القوة أحد عناصره.
وترى مصادر سياسية لبنانية أن أولى تفرّعات أزمة الإستقالة اقفلت على إنتقال الرئيس الحريري الى باريس الذي يحرص الرئيس إيمانويل ماكرون على إستقباله إستقبالا رسميا وديا بصفته رئيسا للحكومة. وينطوي برنامج الإستقبال الذي وضعته خدمة الصحافة في الرئاسة الفرنسية وحصلت «اللواء» على نسخة منه، على رسائل عدة في الشكل وفي المضمون، وخصوصا لجهة مراسم الإحتفاء، من الإستقبال الرسمي (الساعة الثانية عشرة ظهرا) المتاح امام الإعلام المعتمد في الإليزيه، الى اللقاء الثنائي (الساعة 12.20) الذي سيحضر الإعلام في بدايته، الى لحظة وصول عائلة الرئيس الحريري (الساعة 12.30) والذي سيوثّقه أيضا الإعلام المعتمد، انتهاء بالغداء الرسمي الذي يقيمه ماكرون على شرف الحريري وعائلته.
وتعتبر هذه المصادر أن ماكرون الحريص على أن يكون لبنان منطلقا لتثبيت سياسته الشرق أوسطية، لن يتوانى عن جعل فكّ عقدة أول مندرجات أزمة الإستقالة نصرا صغيرا لسياسته الأوسطية القائمة على البراغماتية وعلى تقديم المصلحة الحيوية الفرنسية على أي مصلحة أخرى، بما فيها مصلحة الحليف الأميركي.
وتشير المصادر الى أن ثاني عقد أزمة الاستقالة تنتظر المحطة المصرية، حيث يلتئم غدا الأحد مجلس وزراء الخارجية العرب في أكثر الإجتماعات خطورة، ربما تفوق خطورة الأزمة القطرية، إذ إن لبنان على موعد مع استحقاق بالغ الدقة، وسط إصرار سعودي على إدانة إيران على ما تعتبره الرياض وغالبية العواصم الخليجية تدخّلا سافرا في الشؤون العربية.
وتلفت الى أن اجتماع الأحد يشكّل تحدياً رئيسياً أمام الديبلوماسية اللبنانية التي ستكون بين خيارات أصعبها مرّ، وتتراوح بين ثلاثة: 
1- مراعاة النزعة العربية – الخليجية لإدانة إيران والتصويت إيجابا على القرار الذي ستطرحه المملكة العربية السعودية. وهذه المسألة ستعتبرها إيران وحزب الله بمثابة إنحياز ضدهما.
2- معارضة هذه النزعة العربية، وهذا ما ستفسّره الرياض والعواصم العربية الحليفة لها عملا عدائيا ضدّها وضدّ امنها القومي، ما سيتسبّب في تأجيج الخلاف اللبناني – السعودي وأخذه الى مستوى جديد من التصعيد والتأزم.
3- إعلان الحياد اللبناني من مجمل الأزمة العربية – الإيرانية، بما يعني الإمتناع عن إدانة التصرّف الإيراني، وهو الأمر الذي سترى فيه السعودية، هو الآخر، عملا عدائيا ضدّها، إذ هي تعتبر أنّ الحياد لا يصحّ في هذه الازمة.
وترى المصادر أنّ الموقف اللبناني، في الإجتماعات المماثلة وخصوصا تلك التي سبق أن تناولت الأزمة السورية أو مسألة حزب الله، كان يؤول الى الحياد متكئا على موقف مماثل لعواصم عدة، مثل بغداد والجزائر وتونس، وكان يجد غض طرف عربيا وخليجيا، لكن هذه المرة سيكون من المستبعد أن تستسيغ الرياض وحلفاؤها الحياد اللبناني نظرا الى الإلتباسات التي رافقت أزمة إستقالة الحريري، وكذلك سابقة إستهداف الحوثيين مطار الملك خالد في الرياض، وهو الذي تتهم السعودية حزب الله بتسهيل حدوثه، على الأقلّ لوجستيا.
وتخلص المصادر الى أنّ التحدي كبير هذه المرة، وتهدد تشعّباته بمزيد من التأزم اللبناني ما لم يتم إستدراكه ومقاربته بعقل بارد.