بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 أيلول 2023 03:25م دعم سعودي متجدد تبلغه البطريرك الراعي من السفير البخاري : انتخاب الرئيس أولاً

ماذا بعدما رفعت المعارضة السقف عالياً؟ وهل يعيد الفرنسيون النظر ب"حوار أيلول"؟

حجم الخط
بدا بوضوح أن المعارضة رفعت السقف عالياً، في مواجهة "الممانعة"، بإعلانها رفض أي نوع من الحوار بشأن الانتخابات الرئاسية، على ما قاله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، ما يؤشر إلى أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التصعيد الذي قد يجعل الاستحقاق الرئاسي في مهب الريح . وهذا يعني أن حوار المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان، هذا الشهر، لن يكون بالسهولة التي يتصورها البعض، بعدما وجه جعجع انتقادات إلى فرنسا دون تسميتها، تزامناً مع وصول سفيرها الجديد إيرفيه ماغرو الى بيروت، بعد مشاركته في مؤتمر سفراء فرنسا في العالم، والذي دشن لقاءاته اللبنانية بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقى كذلك سفير قطر الجديد الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني .

وفي الموازاة، وفي سياق المشاورات على خط الاستحقاق الرئاسي،كان لافتاً اللقاء الذي جمع في الديمان، البطريرك بشارة الراعي، وسفير خادم الحرمين الشريفين  وليد بخاري. وقد كان اللقاء وفق بيان للسفارة السعودية في بيروت، "مناسبة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها. كما بحث آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، خاصة الاستحقاق الرئاسي وضرورة انجازه في أسرع وقت ليساهم في انقاذ لبنان، ويكون جامعاً لكل اللبنانيين ويعمل على تمتين العلاقات بمحيطه العربي".

واستناداً للمعلومات المتوافرة ل"موقع اللواء"، فإنه كان هناك توافق تام بين البطريرك الراعي والسفير البخاري، على أن انتخاب رئيس للجمهورية أولوية على ما عداها، كونه يشكل مخرجاً للبنان من الأزمات التي يتخبط بها، وهذا ما يفرض على جميع الأطراف العمل حثيثاً لتسهيل انتخاب الرئيس العتيد في وقت قصير، لأن لبنان لم يعد يحتمل تداعيات الشغور القائم" .

وكشفت أوساط البطريرك الراعي أنه "كان هناك توافق في الآراء بين البطريرك والسفير السعودي بشأن سبل الخروج من الأزمة، وتحديداً ما يتصل بالانتخابات الرئاسية"، مشددة على أن "السفير البخاري جدد دعم بلاده لاستقرار وسيادة لبنان، وأنها ملتزمة بالوقوف إلى جانبه من أجل تجاوز مشكلاته، وفي مقدمها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعدما بات اللبنانيون غير قادرين على تحمل الانهيارات التي طالت كافة القطاعات وعلى مختلف الأصعدة . وهو أمر لم يشهده لبنان في تاريخه" .
وقبل أيام من عودة لودريان إلى بيروت، فإن هوة الخلافات بشأن الحوار الرئاسي لإنهاء أزمة الشغور القائم، آخذة بالاتساع بين المكونات السياسية، بعد الفيتو الذي رفعته المعارضة، بعد كلام رئيس "القوات" ضد مبادرة المبعوث الفرنسي والرئيس بري في هذا الشأن، ما يطرح الكثير من التساؤلات عن مدى قدرة باريس على إحداث خرق يبدو بعيداً في الجدار الرئاسي؟ . ولا يظهر حتى الآن أن الأجواء الداخلية باتت مهيأة لتجاوز العراقيل أمام الولادة الرئاسية، لأن كل طرف ما زال متمسكاً بشروطه ويرفض التنازل. وإن كانت المؤشرات رفعت في الآونة الأخيرة من حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون، للوصول إلى قصر بعبدا، رغم الاعتراضات التي تواجه انتخابه رئيساً للجمهورية، وآخرها للنائب السابق وليد جنبلاط، بعد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل.
وقد أكدت مصادر بارزة في قوى المعارضة أن "جعجع قال ما يجب قوله، بعدما طفح الكيل إزاء ممارسات الفريق الآخر الخارجة عن كل الأصول والقوانين، والتي تضرب الدستور عرض الحائط، وتشرع الأبواب أمام أساليب الهيمنة وفرض الإملاءات"، مشددة على أن "لا حوار مع الفريق الآخر، إلا بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بحيث أن هذه المهمة ستكون في عهدة الرئيس المنتخب. وبالتالي لا يمكن المشاركة في مثل هكذا حوار قبل إجراء الانتخابات الرئاسية"، مشيرة إلى أن "المؤشرات تدل على أن الطرف الآخر مأزوم، ويريد الهرب باتجاه الحوار، في سبيل الضغط من أجل إيجاد تسوية تضمن انتخاب مرشحه سليمان فرنجية، كونه غير قادر على تأمين ال65 صوتاً له، لكن فاته أن هذا الأمر من سابع المستحيلات" .



لكن في المقابل، فإن مصادر "الثنائي"، لا ترى أن "هناك إمكانية لتجاوز المأزق الرئاسي، إلا بولوج طريق الحوار الذي يشكل أولوية على ماعداها، مستشهدة بدعوة البطريرك الراعي في عظته، إلى السير بالحوار دون شروط"، مشيرة إلى أنه "من الضروري أن يكون هناك إجماع وطني على شخصية الرئيس الجديد، ما يفرض أن يكون انتخاب هذا الرئيس محط توافق الغالبية العظمى من اللبنانيين، على أن يقوم رئيس الجمهورية الجديد، بتشكيل حكومة موثوقة من الداخل والخارج، تتولى إعادة بناء البلد، وتعزيز علاقاته مع الأشقاء والأصدقاء، لأن في ذلك مصلحة حتمية لكل اللبنانيين" .