بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آذار 2023 03:52م دعوات محذرة من تداعيات التأخير في حسم الملف الرئاسي

صورة مقلقة في الخارج عن لبنان بعد اتساع حالات الانهيار

حجم الخط
في وقت يجهد فريق الثامن من آذار لتأمين 65 صوتاً لمرشحه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لانتخابه رئيساً للجمهورية، بالرغم من صعوبة ذلك، فإن مكونات المعارضة أعلنت أنها لا يمكن أن تشارك في تأمين النصاب لاجتماع البرلمان وانتخاب فرنجية، مع أن هذا السيناريو وفق تصورها بعيد المنال، باعتبار أن رئيس "المردة" لن يكون بمقدوره أن يجمع حوله في الدورة الثانية أكثرية النصف زائداً واحداً . وهذا ما سيبقي الشغور قائماً، لأن أياً من الفريقين، لن يقوى على تأمين فوز مرشحه بالرئاسة. وبالتالي لا مناص من حصول توافق على سبل الخروج من هذا المأزق، بعد وصول جميع الأطراف إلى الحائط المسدود . وإن كانت المعطيات المتوافرة لا توحي بإمكانية حصول ذلك في وقت قريب .
وكشفت المعلومات المتوافرة ل"موقع اللواء"، أن أوساطاً دبلوماسية أجنبية، أبلغت عدداً من المسؤولين بضرورة العمل من أجل تقصير أمد الشغور قدر المستطاع، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بإيجاد المناخات الملائمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في أجواء توافقية من شأنها تأمين أوسع مظلة دعم للرئيس العتيد، لتمكينه من تشكيل حكومة موثوقة، تستجيب لمتطلبات المجتمع الدولي، سعياً من أجل توفير المناخات المناسبة التي تسمح للدول المانحة بتأمين ما يحتاجه لبنان للخروج من هذا المأزق . في ظل وجود مخاوف دولية على الاستقرار الداخلي الذي قد يصبح عرضة لمزيد من الاهتزازات، في ظل اتساع حالة الانهيارات على مستوى معظم المؤسسات التي لم تعد قادرة على القيام بدورها .
وتشير المعلومات، نقلاً عن الأوساط الدبلوماسية إلى أن صورة لبنان في الخارج مقلقة للغاية، وأكثر مما يتصوره البعض، بعدما تكاد الأمور تخرج عن السيطرة كلياً، في ظل حالة الشلل الذي يعم كافة أجهزة الدولة، حيث أن عدداً من عواصم العربية والدولية، تنظر بعين القلق إلى ما ينتظر هذا البلد الذي بات في وضع لا يحسده عليه أحد . وقد أجمعت الرسائل الدبلوماسية التي تسلمها المسؤولون، على أنه لا يمكن الرهان على أي تدخل خارجي، لإيجاد مخرج للاستحقاق الرئاسي العالق . وهذا ما يجعل الكرة في الملعب اللبناني، بحيث أن المسؤولية تقع على عاتق الفرقاء اللبنانيين، في توفير الظروف التي تسمح بتجاوز كل الخلافات، والدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب .
ولا ترى الأوساط، أن التطورات الإقليمية والدولية، قد تسمح للخارج بدور أكثر تأثيراً بما يتصل بالملف الرئاسي، في ظل الانشغال بهذه التطورات التي ترخي بثقلها على المشهد برمته . وحتى أن الدول التي كانت تضع لبنان في سلم أولوياتها، ما عادت مهتمة بمتابعة سير ما يجري في هذا البلد، لاعتبارات عديدة، أو أنها ترى أن القيادة اللبنانية تتحمل مسؤولية أساسية في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، ما يحملها مسؤولية أساسية في ضرورة السعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتوفير المناخات التي تسمح بإزالة العقبات من أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يأخذ على عاتقه إخراج اللبنانيين من هذا المأزق . ويضع حداً لهذه الانهيارات التي فاقت في كل تصور .
وتدعو الأوساط، إلى عدم المراهنة على أي تطور إقليمي أو دولي، لفك أسر الانتخابات الرئاسية، بقدر ما أن المطلوب أن يكون هناك موقف لبناني موحد، بوضع الخلافات جانباً، وسلوك طريق الحوار لوضع رسم تشبهي للرئيس العتيد الذي يشكل حاجة ضرورية لكل اللبنانيين، من أجل إعادة جسور التواصل بين بعضهم البعض، والتخفيف قدر المستطاع من تداعيات الأخطار التي تحدق بالبلد وناسه .