بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 أيار 2019 12:05ص رجال السياسة عندنا

حجم الخط
بعض رجال السياسة عندنا لا يزال بحاجة الى مزيد من السنين لبلوغ حالة النضوج. نراهم يمرحون ويسرحون في طول البلاد وعرضها مقدمين انفسهم كرجال الغد الذين وحدهم، دون غيرهم يمكنهم تأمين الاستقرار والازدهار لهم وللبلاد لا زلت وانا أتأمل في هذه الصورة اتساءل ما اذا كانوا فعلاً اغبياء في العقل ام اغنياء في المال وحده. وقد توصلت الى النتيجة وهي انهم اغنياء في الحالتين. لم استغرب ما توصلت اليه بل وجدت ان مبعث غناهم هو الحظ الذي ساعدهم على انتفاخ جيوبهم بالعملة الصفراء التي يتكلون عليها، بعد الله او قبله، لا ادري. كما وجدت ان غيرهم قد اصبح زعيماً بمجرد ان تأتي اليه فرقة مأجورة تكيل له المديح. نعم اوهام بأوهام هذه. وقد ذكرني ما تقدم بالشاعر القائل:

«ذو العقل يشتى في النعيم بعقلهوأخ الجهالة في السعادة ينعم»

نعم، هذه هي حال بعض رجالات السياسة عندنا. في الواقع انا اتمتع بسماعهم لأنهم يجهلون ما يرددون. فهم كالببغاء ولذلك لا جناح عليهم. صعدوا الى اعلى المناصب بسرعة وحين نظروا الى الارض من علٍ داخوا ودخلوا في غيبوبة لا يعلم الا الله متى يستفيقون منها.

انهم بالنسبة لي كالمرضى. لذا أراني ادعو الله ان يجنبهم اي خطوة ناقصة. ان سلامتهم ليست او لم تعد ملكاً لهم. لقد اصبحت ملك الناس، اي المجتمع الذي يرفض بشدة ان ينال منهم أحد.

اكثر الناس لا يدركون خلفيات الامور. لذا نراهم كالقطيع يسيرون خلف الزعامات، لا يفرقون بين الاصيلة منها وغير الاصيلة. من هنا نكتشف جهل الجماهير وعدم ادراكها انها مسيّرة لمشيئة من يدفعهم. رجل السياسة الذي يستحق هذا اللقب هو من يدرك ما في الامور من خلفيات ويتصرف في ضوئها. هؤلاء هم قلائل وما اكثر المدعين.


نائب ووزير سابق