بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيار 2023 12:00ص رحل العصاميّ ورجل المبرّات

حجم الخط
غاب الوجه البيروتي الودود الذي لا تفارقه الإبتسامة الدائمة، والذي حمل بعينيه اللامعتين تجربة إقتصادية وإجتماعية رائدة، كانت عنوان عصاميته الصلبة، وبقيت الحافز الأول لطموحه في تحقيق النجاحات المتتالية، والتي توّجها في إقامة أهم منشآت الطاقة والغاز في لبنان.
لم يستسلم الحاج نبيه الصيداني للتحديات التي إعترضت طريقه إلى عالم النفط والغاز، بل عمل بإرادة حديدية على تخطي العقبات، والتغلب على الصعوبات، متنقلاً بين لبنان والدول العربية النفطية، لإختراق أسوار عالم كان حكراً على الشركات الأجنبية، فكان أن أفلح في حجز مكانة لائقة لشركته الوطنية في فترة قياسية. 
نجاح شركة الصيداني بتجارة الغاز ومشتقاته لم تشغِل الحاج نبيه عن الإلتفات إلى مجتمعه، والمساهمة في تلبية الحاجات الإنسانية لمئات من العائلات المتعففة. كما عمل على تقديم الدعم والمساعدة للعديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية، وفي مقدمتها صندوق الزكاة التابع لدار الفتوى، حيث كان أحد المؤسسين مع المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد. 
وكان تبرعه السخي العام الماضي لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية بمبلغ ثلاثة ملايين دولار موضع تقدير واسع في مختلف الأوساط البيروتية، التي إعتبرت هذه المبادرة الكريمة من الحاج نبيه  وعائلته، بمثابة فاتحة قوية لعودة المقاصد إلى أهلها في بيروت من جهة، وتجسيداً لإيمان رجل الخير وأسرته بأهمية العلم والتعليم في صناعة قادة الغد، فضلا عن الحرص على تعزيز دور المسجد في تحصين الأجيال الناشئة ضد الإنحراف والتطرف والضلال. 
لقد تم تخصيص الملايين الثلاثة لمدرسة ومسجد أبو بكر الصديق في منطقة القنطاري، بهدف إنشاء مبنى لكلية جديدة تعتمد مناهج جامعة أوكسفورد البريطانية، بحيث يتم الإعتراف بشهادات الكلية من الجامعة العريقة، إلى جانب تنفيذ مخطط لتوسيع وإعادة تجهيز مسجد الصديق إيضاً. 
رحل العصامي ورجل المبرات أبو محمود فجأة، وبصمت صادم، ولكن ذكراه العطرة باقية في نفوس وقلوب الذين عرفوه وأحبّوه.