بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 شباط 2020 08:49ص رحيل ناديا لطفي.. وداعًا جميلة الجميلات!

حجم الخط
واُسدلت الستارة على حياتها بعد صراع طويل مع المرض. لمعت نجمةُ الزمن الجميل من خلال ادوارها المحفورة في ذاكرة المشاهد العربي.لا..لكنها لم ترحل..بل تركت إرثًا تمثيليًا عريقًا شكّل مدرسةً في التمثيل وحرفيةِ الاداء والاحساس العالي. جمالُها الخارجي شكّل ڤيزا دخول الى قلوبنا، والكاريزما التي تمتّعت بها جعلتها فنانة الصفّ الاول في السينما العربية المصرية.وداعًا "معشوقة الجماهير"،"ذهبية الشعر "،"العندليبة الشقراء"،"الصعيدية الاوروبية""جميلة جميلات السينما المصرية.وداعًا"ناديا لطفي".

ولدت ناديا لطفي في حي عابدين في القاهرة وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام ١٩٥٥ الى ان اكتشفها المخرج الكبير رمسيس نجيب الذي قدمها للسينما. اسمها الحقيقي، لم يكن نادية لطفي، وإنما كان بولا محمد لطفي شفيق،ولكن اكتشف المخرج رمسيس نجيب، أن اسمها الحقيقي صعب على الجمهور، لذلك قرر تغييره، وبينما كان يشاهد رمسيس فيلم "لا أنام"للفنانة فاتن حمامة، عن قصة لإحسان عبد القدوس، وكان اسم فاتن بالفيلم هو"ناديا لطفي"عندها قرر أن يمنحها الاسم نفسه..

تزوجت نادية لطفي ٣ مرات. زواجها الاول من الكابتن البحري عادل البشاري، الذي قرر تركها بعد فترة قصيرة وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من أجل جني المال ولم يعد فقررت طلب الطلاق عبر المراسلة.
اما تجربتها الثانية في الزواج، فكانت من المهندس إبراهيم صادق، شقيق زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي تعرفت عليه بعد انفصالها عن زوجها الأول، وبعد مرور ٦سنوات من حياتها الزوجية معه، اكتشفت وجود جهاز تصنت من المخابرات المصرية بمنزلها، وحاولت أن تعرف هل هو لزوجها أم لها، وظلت في حيرة مما دفعها لطلب الطلاق، وانفصلت في هدوء، علمًا بأنها لم تُنجب منه وفقًا لرغبته.اما الزواج الثالث فكان من شيخ مصوري مؤسسة دار الهلال الذي تعرفت عليه خلال تصويرها فيلم سانت كاترين، وهو الوقت الذي كان يستعد خلاله محمد صبري لتصوير فيلم له، فجمعهما مكانًا واحدًا.

Image preview
لقطة من فيلم (أبي فوق الشجرة)

تسمّر المشاهد العربي أمام أكثر من ٧٥ فيلم من ابداع"ناديا لطفي" صاحبة الجمال الاوروبي والروح المصرية الطيبة والازياء الراقية البسيطة منهم:أبي فوق الشجرة(١٩٦٩)،للرجال فقط(١٩٦٤)،حبي الوحيد(١٩٦٠)،أيام الحب(١٩٦٨)،النظّارة السوداء(١٩٦٣)،الخطايا(١٩٦٢)وخلاله غنّى لها العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ "الحلوة الحلوة" ولقبّها العندليبة الشقراء .

لقطة من فيلم (الخطايا)

الفنانة ناديا لطفي تعتبر من اكثر الفنانين وضوحًا ،فذهبت تلك الصعيدية، عام ١٩٨٢، في رحلة شهيرة إلى لبنان، أثناء حصار بيروت، ووقفت مع المقاومة الفلسطينية، وقامت بتسجيل ما حدث من مجازر، ونقلته لمحطات تلفزيون عالمية، ما دفع العديد من الصحف والقنوات للقول بأن كاميرا ناديا لطفي التي رصدت ما قام به السفاح الإسرائيلي في صبرا وشاتيلا، لم تكن كاميرا بل كانت مدفع رشاش في وجه القوات الإسرائيلية.وظلت "ناديا" تطوف لشهور بنفسها على العديد من عواصم العالم، لتعرض ما قام به شارون في هذا الوقت من أعمال عدائية، إلا أن في النهاية توقفت بسبب ظروفها الصحية، التي لم تعد تسمح باستمرارها في الأمر.
 
Image preview
غلاف فيلم"النظّارة السوداء"

خلال لقاءها في أحد البرامج قالت إنها لم تكن تحب الشهرة، ولكن كان يجذبها فقط حب الجمهور، مشيرة إلى أن الشهرة سلبتها الخصوصية في حياتها، بالإضافة إلى أنها تعرضت لشائعات كثيرة وصفتها بالسخيفة، وكل هذا كان بسبب الشهرة.

وما بين "الحلوة " و"جانا الهوا" سيبقى عطر ذهبية الشعر ومعشوقة الجماهير،"شاغلتنا بضحكتها الحلوة اللي وعدتنا بحاجات حلوة.وبرحيلها تنضم النجمة ناديا لطفي الى قافلة فناني الزمن الجميل الذين صنعوا مجد التاريخ الفني العربي العريق.

المصدر: "اللواء"