نأسف لما سمعناه منكم في حلقة «الرئيس» التي بثّها تلفزيون «الجديد» الاسبوع الماضي، حيث لخصت جهاد الرئيس صائب سلام بأنه أصدر كتاب فقط، لذلك نعلمكم:
لنا عتب على الصديق الرئيس دوري شمعون لعدم تزويدكم بتاريخ لبنان ورجالاته الوطنيين وبسبب ذلك:
نعلمكم ان رؤساء الحكومات اللبنانية كالرئيس صائب سلام وسواه يوقّع على القوانين والمراسيم والقرارات الواجب إصدارها في أي من أعمال الحكومة أو يرفض التوقيع وهم بذلك مشاركون أساسيون وميثاقيون في كل الانجازات لأي عهد من العهود.
الرئيس صائب سلام يا سيد كميل تبوأ لعلمك رئاسة الحكومة ست مرات في عهود الرؤساء بشارة الخوري، وكميل شمعون، وفؤاد شهاب، وسليمان فرنجية.
والرئيس سلام وزير لتسع مرات وفي بعضها لعدة حقائب وزارية كان خلالها مثالاً للوطنية والنزاهة والشفافية والعمل الإداري المنتج في كل ميادين الإدارة، والحكم يقتضي ان تعرف انه هو إدارة للبلاد كل البلاد، وكم نحن اليوم بحاجة لذلك.
الرئيس سلام مؤسس لشركة طيران الشرق الأوسط ولمعرض طرابلس الدولي، وبرئاسته ورعايته وتوجيهه وقيادته لجمعية المقاصد الإسلامية في بيروت والمناطق التي أعطت قيادات وطنية وسياسية نظيفة للبنان بالمئات ومشهود لها بذلك.
صائب سلام هو من مجموعة النواب الذين عملوا على تعديل الدستور اللبناني عام 1943 بشطب كل صلاحيات المنتدب الفرنسي الواردة فيه وذلك بوجودهم في مجلس النواب وتحت وابل رصاص العسكر السنغالي.
صائب سلام يا سيد كميل شمعون هو مشارك رئيسي في تحضير العلم اللبناني والتوقيع عليه أمر لا يملك أحد تجاهله.
صائب سلام أرسى ثقافة وطنية وعمل لها طيلة حياته عنوانها لبنان واحد لا لبنانان.
والتمسّك بالميثاق الوطني بأنه ميثاق محبة،
وبأن لبنان لا يقوم إلا على الديمقراطية،
وعلى الحكم أن يتجنب الأعمال الانتقامية والقهر،
وجود لبنان يبقى همّنا الأول والأخير،
وهناك عناوين كثيرة وقواعد لا مجال لذكرها كلها الآن...
وقد أكد صائب سلام ان في مرارة الجهاد الوطني حلاوة لا يعرفها إلا من تذوق حقاً هذه المرارة بصدق وإيمان وأنت مع الأسف لم تتذوقه بعد.
عليك يا سيد كميل بالجهاد الوطني في هذا الزمن الرديء والقراءة جيداً لانه بدون القراءة لا بد إلا أن تتكلم بلغة الطائفية والمذهبية وتعريض السلم الأهلي للخطر، وعندها ترى لبنان كانتونات كما ظهر ذلك في الحلقة، وعليك الجهاد ليبقى لبنان 10452 كلم2.
* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب