بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 كانون الأول 2022 12:00ص رسالة وطنية إلى النائب فيصل كرامي

حجم الخط
تحية واحتراما، وبعد، أصارحك القول بقدر ما علا الغضب والاستياء عندي وعند الكثيرين بإعلان النتائج الأولى لانتخابات طرابلس النيابية وعدم ورود اسمك من الفائزين، بقدر أكبر وأشدّ ملأ الفرح والسرور قلبي ومشاعري لتصويب نتائج الانتخابات وإستعادة المقعد النيابي لأهله وفارسه، خاصة وأن انتخابات بيروت أحدثت بنتائجها وأشخاصها صدمة قوية لغياب قيادات وطنية بيروتية وازنة ورجال بيوتات سياسية وشخصيات وقيادات حزبية وتنظيمية أمضت حياتها بالكفاح والنضال وجبلت بتراب بيروت والوطن والعروبة. وجاء تصريحك اثر التهاني ليجعلني والكثيرين من الوطنيين بثقة أكبر بغد أفضل حيث أعلنت لتكون طرابلس في القيادة وليس تابعة ولها الاهتمام الأول منك وستعمل مع الجميع لمصلحة طرابلس والشمال التي تستحق، والسعي لتشكيل جبهة وطنية سياسية عريضة على عناوين سياسية كبيرة خارج الاصطفاف الطائفي والمذهبي وأوسع من اللقاء التشاوري.
وبدوري لك مني وللنائبين الفائزين بلائحة الإرادة الشعبية عظيم التهاني والتبريك وحضرتك سليل عائلة تاريخ رجالها علامة مميّزة بالنضال والكفاح والاستشهاد إيمانا ووطنية وعروبة وبيت القيادة والزعامة وهذا بعد إستعادة المقعد النيابي سيلقي عليك للبنانيين عامة ولأهل طرابلس والشمال خاصة مسؤوليات وتبعات جسيمة وستكون الرقابة الشعبية عليك.
وانجازاتك المنتظرة لطرابلس والشمال، وأنا واحد منها، كبيرة معيارها ما سيقدم لطرابلس والشمال عموما من مشاريع وإنجازات وتقديمات في كل ما تحتاجه من مقومات للحياة، والانتقال بها وبأهلها مما هي فيه من بؤس وفقر وحرمان وبطالة إلى ما تستحقه وما ينبغي لها أن تكون عليه ويليق بها كعاصمة ثانية للبنان.
وانطلاقا من القول المأثور: صديقك من صدّقك لا من صدقك، وعليه تحدثنا طرابلس وبلدات ومدن الشمال الأخرى ومن زمن خاصة في الثلاثين عاما الأخيرة وفي العهد البائد والمتنطحين لوراثته، فحال طرابلس وأخواتها  مناطق منكوبة بالمجاعة والفقر والعوز والبطالة واغراقها بين الحين والآخر بصراعات طائفية ومذهبية وبين ساحة وجبل خدمة لمخططات خبيثة تدركون وغالبية مواطنيها أبعادها ومراميها فضلا لما ترمى به من أضاليل وافتراءات حاقدة ومبتورة دون وازع من دين وأخلاق وضمير، فحينا هي مصدر ارهابيين، وأحيانا هي قندهار، إضافة إلى الظلم الذي لحق بها من غالبية قياداتها ووزرائها ونوابها ومن أغنيائها ذوي الأموال المتراكمة في بنوك الوطن والخارج, ومن تجارها الكبار الذين صمدوا تجاه المجازر المالية والاقتصادية التي نزلت بالبلاد والعباد وحتى من كثيرين من مشايخها وعلمائها وأحزابها ومثقفيها وكل هؤلاء كانت عدّتهم الإهمال وعدم الاكتراث وكان الظلم الأكبر من الدولة، النظام وأهله والحكومات المتعاقبة حتى الوعود الكاذبة بالنماء والانماء المتوازن والبناء والعمران ما عادوا يرددونها حتى من باب المسايرة فغابت عن طرابلس والشمال المبادرات التي تعالج الأزمات الكثيرة والمشاريع الانتاجية، وهي أرض الزراعة، ومركز الصناعة لكثير من المنتجات كصناعة المفروشات الخشبية بأنواعها وصناعة الصابون ومشتقاته والحلويات بأشهرها عربيا وعالميا، وحباها الله بالأشجار والأحراج والسهول والغابات وبالمياه الغزيرة وجمال الطبيعة لكن بدون إعدادها للسياحة أسوة بمناطق الجوار.
حضرة النائب المحترم ومن خلالك إلى كل نواب طرابلس والشمال وأغنيائها وعلمائها ومثقفيها وكل القادرين على العطاء تعاونوا وتكاتفوا بعيدا عن السياسة التي ما دخلت شيئا إلا أفسدته على خدمة طرابلس وبلدات وقرى الشمال  والأهالي، عالجوا حالات الفقر بأخطره وظلمه وكارثيته، عالجوا حالات الطبابة المفقودة والدواء المسروق والمال المنهوب والكهرباء المقطوعة والمياه المصادرة والهجرة القسرية للشباب والعائلات والغرق الذي يلاقونه في البحار والذلّ الذي يلقونه في بلاد الاغتراب، أوجدوا صمام امان اجتماعي صحي وتربوي وظائفي وأعمال وتجارة مشروعة وليساهم الأغنياء بالمال لمشاريع إنتاجية وفتح فرص عمل للشباب والشابات، وعالجوا قضايا السجون والمساجين، وارسموا برامج وخطط عمل للنهوض مبرمجة وأشبه ما تكون بخطط زمنية سنوية وكونوا خلايا عمل منتجة، هنا منبت القيادات وبناء الزعامات وحاربوا وقاتلوا من أجل مواطنيكم فهؤلاء الغلابة والمساكين أهم من كل السياسة والمحاور النزاعات والخلافات فلا ينبغي ولا يجوز دينيا ولا وطنيا ولا عروبيا ولا إنسانيا أن يظل الفقر إرثا والجوع إرثا ولا المرض إرثا ولا البطالة إرثا فالوطن هو الأهم والمواطنون هم الأعز وأمانة، المسؤولية أن تكون معهم والى جانبهم حقا وهنا يكون فيصل النجاح أو الإخفاق مع كل الدعاء والتمنيات بالنجاح والتوفيق.