الانتفاضة الشعبية العابرة للطوائف لم تقمعها العصا السحرية. اثنتان وسبعون ساعةً غير كافية لبناء ثقة مفقودة منذ سنوات. وعلى الرغم من "كم" قُرص، لم يتأثر عرسُ لبنان وبقي اللبنانيون في الساحات يروون عطشهم من الكرامة والحرية.
ورقة رئيس الحكومة سعد الحريري كانت عبارة عن وعودٍ وردية. توقعات ردود فعل المتظاهرين مرتقبة حتى قبل ال ٧٢ ساعة. هذه الوعود لم تستطع تضميد الجراح، ولم يستطع الرئيس الحريري كسر الحاجز بينه وبين المتظاهرين المتمسكين ببقائهم في الشارع لتحقيق مطالبهم من خلال قرارات صارمة واكيدة وليس كمًّا من الوعود.
وسبب تمسُّك المتظاهرين أكثر بالشارع، هو فقدان الثقة بالسلطة وفقط الثقة.
وعلى رغم مشهدية التظاهرات المجيدة واستمرار الانتفاضة الى أجل غير مسمّى، تبقى العبرة في تنفيذ الوعود الاصلاحية تلك، لكي لا تبقى الثقة مفقودة والمستقبل ضبابيا.
المصدر: "اللواء"