بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 نيسان 2023 04:07م رفض خليجي لأي مرشح يتبناه "حزب الله" وحلفاؤه ..الوفد القطري ركز على أهمية الرئيس التوافقي غير المحسوب على أي طرف

حجم الخط
يوم طويل من المشاورات الرامية للإسراع في إجراء الاستحقاق الرئاسي، أجراه في بيروت، وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبدالعزيز الخليفي والوفد المرافق ، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، إضافة إلى عدد من القيادات السياسية والحزبية، من بينهم المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" حسين خليل، في إطار الجهود التي تبذلها الدوحة، لتقريب المسافات بين اللبنانيين، سعياً لتعبيد الطريق أمام إجراء الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، وتالياً طي صفحة الشغور الرئاسي التي تتهدد البلد بعواقب وخيمة .

وكان لافتاً أن زيارة الوفد القطري التي كانت مقررة الأسبوع الماضي، جاءت بموازاة جهود فرنسية لا زالت باريس حريصة على القيام بها، من خلال التحضيرات التي تجريها لاستقبال عدد من الشخصيات السياسية، بعد زيارتي رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وقبله رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط . وقد بدا واضحاً أن الجهود الفرنسية لم تنجح في إقناع المملكة العربية السعودية بدعم المرشح فرنجية، باعتبار أن هناك موقفاً سعودياً حازماً بعدم تغطية أي مرشح تابع ل"حزب الله" . وهذا إن دل على شيء، فإنما على رفض الرياض والدول الخليجية، تكرار تجربة العهد السابق الذي شهدت فيه علاقات لبنان بالدول الخليجية تراجعاً غير مسبوق على مختلف المستويات . وبالتالي فإن انتخاب فرنجية سيشكل امتداداً لحكم الرئيس السابق ميشال عون، أي أن "حزب الله" سيبقى ممسكاً بالقرار السياسي، وهذا أمر لا يمكن أن تقبل به السعودية، أو أي من دول مجلس التعاون الخليجي.

وأشارت المعلومات إلى أن الموفد القطري لم يحمل معه مبادرة معينة لحل الأزمة الرئاسية، وإنما حاول استكشاف مآلات الخروج منها، من خلال دعوة الفرقاء اللبنانيين إلى تسريع الخطى، نحو التوافق على الرئيس العتيد، لأنه لن يصار إلى فرض رئيس للجمهورية على اللبنانيين. وعلى هذا الأساس تتركز الجهود القطرية، مدعومة من الدول الخمس، سعياً من أجل طي صفحة الشغور الذي يهدد لبنان في حال استمراره، بعواقب وخيمة لا يمكن التكهن بانعكاساتها البالغة السلبية على مختلف الأصعدة، بانتظار الاجتماع الخماسي المرجح عقده في الرياض بعد عطلة عيد الفطر. وإن كان هناك من حاول الإيحاء بأن الدوحة ترى بقائد الجيش العماد جوزف عون، شخصية مؤهلة للرئاسة، بالنظر إلى صفات النزاهة والحياد التي يتمتع بها، وهو ما خبره القطريون خلال تعاملهم معه، كقائد للجيش اللبناني .

وإذ علم "موقع اللواء" أن الوفد القطري ركز خلال يومه الماراثوني مع المسؤولين، على ضرورة أن يكون الرئيس الجديد توافقياً أو وفاقياً، وعلى مسافة واحدة من الجميع، ما يعني استبعاد الدوحة المرشح فرنجية، أو أي مرشح تحد آخر، فإن المساعي القطرية تتكامل بطريقة أو بأخرى مع الجهود السعودية والدولية الهادفة إلى تسهيل توافق اللبنانيين على انتخاب رئيس وسطي، لا يشكل استفزازاً لأحد، ولا يمكن أن يثير حفيظة أي دولة خارجية، سيما السعودية والدول الخليجية. وعلى هذا الأساس يأتي هذا التحرك القطري، بتنسيق مع الجانب السعودي الذي يمثل في مواقفه دول مجلس التعاون، سيما وأن هناك تفهماً خليجياً واضحاً لوجهة النظر السعودية التي ترفض أي نوع من تبني مرشح "حزب الله"

وترفض أوساط معارضة، كما تقول ل"موقع اللواء"، "كل ما يحكى عن ضمانات تقدم للسعودية من جانب فرنجية أو سواه، وهي ضمانات سبق وقدمها الرئيس ميشال عون، للرياض وغيرها من عواصم دول مجلس التعاون الخليجي، لكن لم يتم الالتزام بها، بعد الوصول إلى قصر بعبدا، حيث أخذ "حزب الله" بفرض إملاءاته على رئيس الجمهورية الذي أصبح أسيراً لمن أوصله إلى رئاسة الجمهورية، وهذا ما أدى إلى تردي العلاقات اللبنانية الخليجية على النحو الذي وصلت إليه . ومن الطبيعي أن يكون السعوديون والخليجيون، رافضين بشكل مطلق لانتخاب أي شخصية حليفة للحزب وحلفائه، كفرنجية أو غيره" .