بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الأول 2017 12:49ص رمانة أم قلوب مليانة؟!

حجم الخط
بعد السجال المرتفع الوتيرة، والكلام العالي النبرة المتبادل بين رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وعضو كتلة تيّار «المستقبل» بما ومن يمثل الوزير نهاد المشنوق هل يصح القول بأن التسوية القائمة بين التيارين منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتشكيل حكوم ائتلاف وطني برئاسة سعد الحريري دخلت في منزلق خطر يهددها بالسقوط، أم ان مفاعيل هذه المواجهة ستبقى تحت سقف هذه التسوية، بمعنى انها ستقتصر على توجيه الرسائل ورفع السقوف الكلامية مع اقتراب موسم الانتخابات النيابية الذي لم يعد يفصل اللبنانيين عنه أكثر من بضعة أشهر، وبالتالي هل ما زالت العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة في وضع يسمح لها بالسيطرة على الوضع، والمحافظة بالتالي على تلك التسوية التي ما زال أهل السياسة يختلفون  حول توصيفها، وهل كانت لبنانية - لبنانية بحت أم تداخلت في ترتيبها ودوزنتها عدّة عوامل إقليمية اولا وخارجية ثانيا.
أوّل ما يتبادر إلى أذهان المتتبعين لمسار تلك التسوية، والمطبات التي مرّت بها منذ ابصرت النور وحتى الساعة، تجزم بأنها ما زالت صامدة ولن يؤثر عليها السجال العالي النبرة الدائر الآن بين رئيس التيار البرتقالي الحاصل على حدّ قوله لواء الهجوم على كل من يتطاول على العهد وسياساته الداخلية والإقليمية والدولية بدلاً من اعتماد سياسة الدفاع التي كانت معتمدة في العهود السابقة من المؤيدين أو من المحازبين في حال كان يرأس حزباً قبل انتخابه رئيساً، وبالتالي فإن الرئيسين عون والحريري سيمنعان بقرار مشترك من ان يتسلل هذا الخلاف إلى طاولة مجلس الوزراء ويعرض الحكومة للسقوط باستقالة رئيسها، والتجارب الصعبة التي مرّت بها الحكومة في السابق ولا سيما منها الخلاف المحتدم حول ضرورة وجود المقاومة التابعة لحزب الله طالما ان الجيش لا يزال ضعيفاً ولا يزال بحاجة إليها كما صرّح الرئيس عون لاحدى الوكالات الأجنبية أو على اللقاء بين وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم ووزير خارجية لبنان جبران باسيل واكتفاء الرئيس الحريري بأنه لا يوافق على هذا الاجتماع أو على تفرد رئيس التيار البرتقالي باتخاذ مواقف حادّة تخرج الحكومة عن سياسة النأي بالنفس في الأوقات الحرجة، وغيرها وغيرها من الخلافات على القضايا ذات الطابع الاستراتيجي كالعلاقات مع الدول العربية والخليجية تحديداً بمعزل عن التعاطف الذي لا يزال قائماً بين سيّد العهد وحزب الله الذي لا يفوت فرصة لا ويشن فيها حربا شعواء على دول الخليج ولا سيما على المملكة العربية السعودية وينعتها بشتى الاتهامات في الوقت الذي تخوض فيه المملكة اعنف معركة في التاريخ القديم والحديث ضد سياسات الهيمنة على المنطقة العربية ومحاولة تغيير هويتها القومية كما تفعل الدولة الفارسية منذ سقوط نظام صدام حسين في العراق، ولم تغير نهجها رغم التحولات المهمة في المواقف الدولية بمن فيهم روسيا ضد تلك السياسة التوسعية للدولة الفارسية.
لا يختلف اثنان علىانه إذا استمر السجال العالي النبرة بين التيار البرتقالي والتيار الأزرق على هذه الشاكلة مُـدّة اطول يصبح من الصعب إبقاء التسوية سارية المفعول وابقاؤها بمنأى عن الخلافات بين التيارين، وعندها يصبح السؤال هل هي رمانة أم قلوب مليانة!