بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2018 12:00ص سعد: صبرك يا أيوب

حجم الخط
لم يختر السياسة مهنة له، بل القدر هو ما دفعه إليها. كان في الرياض يعيش حياة هادئة هانئة، يؤدي عمله بانتظام وإتقان، فإذا به يجد نفسه في دوّامة لا تهدأ، أسير قدره. عليه تحمل المسؤولية، اعباءها التي لا تنتهي. للبعض سعادة، اما له فهي أمانة لا يحق له تركها. هو غير مطلوب ارادياً بل مطلوب قدرياً. جميلُ فعله يطمسونه، ورديء فعل الغير ينسبونه له. انه الظلم بعينه. صراخه لا يسمع لأنهم لا يريدونه ان يسمع وهكذا يستمر العذاب والناس تحسده على ما تعتقده انه سعادة، هو الظلم بعينه نعم. انه أسير السراي يخافون عليه من الحرية. ولذلك لا يتذوقها الا حين يفرج عن أسره أياماً معدودات. انه الحر الأسير القابض على وجعه. انه العطشان الذي يخشى ان يمسك بكأس الماء الذي على رأسه قابع مخافة ان يقع ويحرم منه بالتالي. والأمر يكتسب صعوبة يوماً بعد يوم. خصومه مرتاحون على وضعه هذا ويأملون له الاطالة. ابعاده يفسح لهم المجال ان يضعوا أيديهم على المال الحرام. ومع ذلك لم يقصروا. فالعقارات تمشي بارادتها هي وتسجل نفسها على اسمه. أصبح الأمر مكشوفاً ومع ذلك فالفحش ضارب اطنابه ولا من يرى أو يسمع.
مسكين سعد، كلما اوجد مشروعاً وحركه، قوبل بوضع العصا في دواليبه.
اننا نشعر معك يا سعد. وما يؤلمنا ان جميع طرق الخلاص مسدودة في وجهنا. عذراً لك سعد. حاولنا ولم نوفق.