بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 نيسان 2023 06:47م سعيد ل"موقع اللواء" : قرار إيراني بخلق توترات في المنطقة..مواجهة محاولات ربط لبنان بالساحات الإقليمية بانتخاب رئيس وحكومة قوية

حجم الخط
أعادت عملية إطلاق الصواريخ من الجنوب من جانب مجموعات فلسطينية باتجاه إسرائيل، تسليط الضوء على السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وبما يشكله من مصدر تهديد للأمن والاستقرار في البلد، باعتباره يعطي إسرائيل ذريعة للاعتداء على لبنان، وهو ما حصل الأسبوع الفائت، حيث كادت الأمور تخرج عن السيطرة لو قدر للمواجهة العسكرية المحدودة التي حصلت، أن تأخذ أبعاداً مختلفة، وفي أكثر من اتجاه، لولا نجاح الاتصالات التي بذلتها قوات "يونيفيل" في الحد من التصعيد الذي شهدته المنطقة الجنوبية .

ويشدد النائب السابق فارس سعيد، ل"موقع اللواء"، على أن "المنطقة تشهد حراكاً عسكرياً كبيراً، يتزامن مع الحراك السياسي الذي يتحكم بموضوع إعلان النوايا بين المملكة العربية السعودية وإيران، لترتيب العلاقات بينهما وإعادتها إلى طبيعتها. وهذه التحركات العسكرية التي هي تحت إشراف وإدارة إيران، وبالتحديد الحرس الثوري، وبشكل خاص فيلق القدس، هي التي تقوم بإطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني، ومن سورية. وهذا كله حصل بعد زيارة إسماعيل هنية إلى بيروت وإسماعيل قاآني إلى الشام"، مشيراً إلى أن "كل ذلك، يؤشر وكأن هناك قرار من جانب الحرس الثوري الإيراني، ليس إلى تفجير المنطقة، وإنما إلى خلق توترات في المنطقة".

ولفت، إلى أن "هذا الحراك العسكري خدم نتانياهو، بمعنى رفع عنه الإحراج الذي كان يحاصره من خلال القمع الذي استخدمه، والخشونة التي استخدمت من قبل جيشه ضد المتظاهرين في المسجد الأقصى"، لكنه اعتبر أن "المنطقة على كف عفريت، وبالتالي لا يمكن التكهن بأن هذا الموضع قد ينتهي دائماً بشكل إيجابي . بل ربما أن هذا التصعيد سيؤدي في يوم من الأيام، وهذه مصلحة الحكومة اليمينية الإسرائيلية اليوم، وربما أيضاً مصلحة الحرس الثوري الإيراني، إلى مزيد من العنف، ومزيد من العمليات العسكرية، ما قد يؤدي إلى أقل من حرب، وأكثر من أحداث" .

وقد بدا وفقاً لأوساط معارضة، أن هناك من يصر على إعادة إيران استخدام لبنان صندوقة بريد، على حساب مصالحه واستقراره، مع ما لذلك من خرق للقرار 1701، وهذا ما تريده إسرائيل التي تتحين الفرص، للاعتداء الدائم على لبنان وشعبه، في ظل مطالبات من جانب عدد من القوى السياسية على أن بفتح بقوة ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضرورة نزعه، كذلك الأمر العمل على ضبط السلاح داخل المخيمات، باعتبار أن هذا السلاح يعرض استقرار اللبنانيين لمخاطر جسيمة، بعد تمادي الفصائل الفلسطينية الموالية لإيران في انتهاك السيادة اللبنانية" .

وتبدي الأوساط خشية حقيقية من أن "تدفع أطراف إقليمية، إلى ربط لبنان بساحات الصراع في المنطقة، على غرار ما يحصل في سورية والعراق وفلسطين المحتلة، الأمر الذي سيعرض استقراره لمخاطر جسيمة، إذا لم يكن هناك موقف داخلي صلب، يقف حائلاً دون تنفيذ أي توجه من هذا القبيل . وهذا لن يتحقق إلا من خلال الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل حكومة قوية، تبسط سلطتها على كامل أراضيها، وتضع حداً لكل السلاح غير الشرعي" .