بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 أيلول 2019 06:05ص شينكر يستطلع أجواء الجنوب وحزب الله

حجم الخط
ما زالت المناخات الإيجابية تصب في سياق سياسة التهدئة والمصارحة والمصالحات والحوار التي أرساها الرؤساء الثلاثة منذ لقاء قصر بعبدا وصولاً إلى سائر اللقاءات التي عُقدت مؤخراً وما بينها من طاولة الحوار الاقتصادي التي تُعتبر سابقة تحصل لأول مرة حيث فرضتها الظروف الاقتصادية البالغة الدقة إذ تيقن أهل السياسة برمتهم أن هناك رياحاً اقتصادية ستعصف بلبنان وتجعل منه يوناناً آخر، وهذا لم تخفه أكثر من جهة سياسية.

ما دفع بالرؤساء والزعامات والقيادات السياسية والأحزاب إلى إرساء التفاهمات خوفاً من الآتي على المستويين الاقتصادي والمالي وخصوصاً أن معلومات ينقلها بعض أهل السياسة تؤكد أن مستشار مؤتمر سيدر بيار دوكان كان جدياً للغاية في مؤتمره وتشخصيه للأوضاع الداخلية لأن المجتمع الدولي يدرك أنه حتى الآن ليس من عملية إصلاحية اقتصادية ومالية حقيقية في لبنان بل مساعٍ ما زالت دون المستوى المطلوب، وهذه المسائل سيبحثها رئيس الحكومة سعد الحريري خلال زيارته المرتقبة في الأيام المقبلة إلى فرنسا والتي سيكون عنوانها الأساس مؤتمر سيدر وكيفية صرف الأموال المقررة للبنان، وبالتالي إن الحريري سيضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكبار المسؤولين الفرنسيين في صورة اللقاءات الاقتصادية والمالية التي تعقد بين جميع المكونات السياسية اللبنانية لأن هناك جدية في وقف مزاريب الهدر والفساد ، وصولاً إلى رفع الغطاء السياسي عن المرتكبين.

وفي سياق آخر، فإن جولة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شنكر لم تكن محصورة بشق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل استكمالاً لما قام به سلفه السفير دايفيد ساترفيلد، بل إن شنكر يحمل توجهات أميركية واضحة لجس نبض المسؤولين اللبنانيين حول ما جرى في الجنوب مؤخراً وما يحصل في الضاحية الجنوبية بعد سقوط الطائرتين المسيرتين والرد على هذه العمليات وعن الموقف اللبناني بشكل دقيق ولاسيما الأطراف السياسية النافذة، وهذا ما سمعه أكثر من مسؤول التقى بالموفد الأميركي، بمعنى ثمة جدية وإصرار إميركي على مواكبة ومتابعة الوضع في لبنان لاسيما في مجال العقوبات المفروضة على بعض الأطراف، إلى مواقف القوى السياسية من حزب الله وكيف يتعاطون مع ما جرى مؤخراً، أي هناك طلب أميركي من موفده إلى بيروت لرفع تقرير مفصل عن كل هذه الأجواء والعناوين وليس فقط متابعة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وأمام هذه الأجواء واللقاءات السياسية والتفاهمات بين المتخاصمين وصولاً إلى الحراك الدولي على الساحة اللبنانية، فإن البلد مقبل على مرحلة جديدة في سياق ما جرى في الآونة الأخيرة من متغيرات بدأت من سقوط الطائرتين المسيرتين في الضاحية إلى رد حزب الله وسقوط طائرة استطلاع إسرائيلية وما يمكن أن يحصل لاحقًا وكيفية تعاطي المجتمع الدولي مع لبنان ودعمه لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي، ومن ثم وهنا الأهم في هذه الظروف مواكبة العملية الإصلاحية الاقتصادية والمالية واللقاءات الحوارية التي تحصل في بعبدا والسراي حول هذه المسألة ليبنى على الشيء مقتضاه لناحية مساعدة لبنان للنهوض من كبوته الاقتصادية والسعي لتحييده عن الحروب المندلعة في المنطقة.