هل ثمّة قيامة ممكنة لوطن مقهور مجروح ومسلوب؟ هل بصحوة الشباب سيولد لبنان جديد؟ وهل ثمّة أمل بغد أفضل؟ وماذا ينتظر شعب لبنان بعد الوباء؟ وهل ثورة الجياع على الأبواب؟
تساؤلات عدّة تبحث عن أجوبة بين كلمات وسطور الصحوة الشبابية المنتظرة لقيامة لبنان الغد. نعم تساؤلات كثيرة تُطرح في ظل هذه الأحداث والأوقات الصعبة، فالجواب هو أيضاً يطرح بسؤال.. ماذا بعد كل هذه المعاناة في هذه الظروف الحرجة التي لا نحسد فيها على شيء؟
فبعد كل هذا المخاض، سيستفيق شعب لبنان على مصير مجهول وعلى أزمة اقتصادية خانقة أشبه بكارثة اجتماعية وسيشعر بأنه أمام مستقبل بلا أفق، وما أصعبه من شعور حين يرى معظم الشباب أن يومهم سيكون بلا غد، ونهارهم بلا أمل، وليلهم بلا ضوء، ومائدتهم بلا خبز، وحلمهم بلا وعد، و أهلهم بلا عمل، فما عليهم إلا أنْ ينتفضوا على واقعهم المرير، وأنْ يثوروا مُفعمين بالأمل لكي يضيئوا شعلة الوطن التي أطفأتها نكبة حكم الثلاثين عاماً، التي انتهكت خلالها حياتهم بما شهدته هذه الحقبة من فساد وهدر للمال العام ومُحاصصات ومناكفات سياسية وعرقلات للحكم وحروب ودمار للبلاد، كما أنّهم سيتخطون أزمة النكبة الثانية التي انقضت عليهم بوباء فتاك قضى على ما تبقى من أحلامهم. فالوباء بإذن الله ذاهب والحلم عائد، ولن يبقى أمام شباب لبنان الأرز الشامخ إلا نفض غبار الماضي عن وجه الوطن والإنتفاض على طبقة سياسية فاسدة قضت على الأخضر واليابس و تخطط اللا معقول بمجرد التفكير بجرف ودائع الشعب اللبناني الذي دفع من عمره سنين شقاء وتعب وغربة قاسية ليجمع ليومه الغدار ولآخرته عيشة هناء. فهنا بيت القصيد، فلم ينقص الناس بعد الذل والقهر إلا نهب أموالهم ليزيد فقرهم فقراً وجوعهم. فويلكم من غضب شعبكم وويلكم من ثورة الجياع وصحوة الشباب الذين لم تتركوا لهم حتى فتات نور لغدهم. ويلكم من غضب الرب ومن الآخرة!
أردتموها معركة موت لهم وهم أرادوها معركة أمل بالغد وصحوة لثوار الأرز وطائر الفينيق؛ فصحوة الشباب آتية لتجرف معها ظلمكم، وتمحو من تاريخها حقبتكم الفاسدة المدمرة، ولن تكون صحوتهم إلا قيامة للبنان أرض الحضارات والثقافات والرسالات السماوية.