بعض القوى السياسية لا تزال تناور وتتهرّب عن القيام بما يلزم لإنقاذ الوصع في لبنان، والمشهد الحكومي أصبح مملّاً ومُنفراً ومستفزّاً...
هذا هو الإفلاس السياسي الذي بات السمة الأبرز، وأدخل الوطن في حلقة مُفرغة لا مخرج منها إلا الجحيم الذي تلوًح أفاقه يومياً في لقمة عيش اللبنانيين ودوائهم وصحتهم وأمنهم، وأصبحت شوارع بيروت متباعدة ومظلمة مثل مصير الوطن ومصير لبنان لم يكن كالحاً كما هو اليوم، ومافيات التهريب وتجار الموت يعملون على قدم وساق مستفيدين من الدعم الذي يقدّمه المصرف المركزي...
ونتائج التحقيقات في كارثة المرفأ لم تبصر النور، بعد أن سلّمت السلطات الفرنسية السلطات اللبنانية صور الأقمار الإصطناعية التي ترصد موقع المرفأ قبل إنفجار الرابع من آب ولم يُتخذ أي إجراء جديّ لتجنّب كارثة ثانية فيه، حيث تتواجد اثنتان وأربعون حاوية تحتوي على مواد قابلة للإشتعال ومستودع كله غازات.
منظومة الفساد متجذّرة في البلد وتعطّل أي إصلاح، وهي أصبحت ثقافة... والفصل بين رئيس البلاد وصهره بات الجميع ينظر إليه بالحد الأدنى على أنه نكتة سياسية مملّة وفي الحد الأعلى كمحاولة دائمة للمناورة على النحو الذي تبدى في السابق...
هل هي صرخة في وادٍ... ولا حياة وضمير ووطنية وإنسانية لمن تنادي؟
لعلنا نحلم ونصحى ذات ليلة... لنرى أنهم أزاحوا يدهم عن رقاب أولادنا، ولم نعد نرى أو نسمع صوتهم القبيح...