بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الأول 2023 12:01ص «طوفان الأقصى».. يطوف في سماء الشرق الأوسط..

حجم الخط
لا شك أن عملية «طوفان الأقصى» التي قامت بها حركة حماس فجر السابع من الشهر الحالي، فرضت نفسها على الساحتين السياسية والإعلامية، متابعة وتحليلاً ومواقفاً.
على المستوى السياسي، دولياً واقليمياً أخذت هذه العملية المرتبة الأولى اهتماماً وتعاملاً، أما على المستوى الإعلامي بكافة وسائله، نرى الكثير من المحللين والكتّاب يتناولون الأمر من مختلف زواياه.
وبالتأكيد تعود هذه الأهمية وفي الجانبين السياسي والإعلامي، برأينا إلى نقطتين أساسيتين، الأولى حيوية ورمزية مكان الحدث وأثره على الحراك الاستراتيجي في منطقة محورية واستراتيجية والتي سمّاها برينجسكي بـ «قوس الأزمات» وهي الزاخرة بمزايا جيوبتيلكية عديدة. أما الإعلام يعطي اهتماماً لهذا الحدث المفاجئ، لإدراك انعكاسه وآثاره على مجرى التطورات والتحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط هذه الآونة الحرجة وتسهم فيها معظم الأطراف الإقليمية و«عواصم القرار»، بل هناك خطوات كبيرة وتاريخية تم تنفيذها من قبل دول المنطقة على مستوى إعادة العلاقات أو تنظيم اتفاقيات اقتصادية وما شابه.
السؤال هنا، لنطرحه بشكل مباشر وشفاف، هل صانع القرار في حركة حماس حدّد الوقت لعملية «طوفان الأقصى» منتهزاً الوقت الصحيح لهذا المشهد الإقليمي معتمداً برؤية استشرافية لمجرى التطورات الجارية في المنطقة، خصوصاً أنه هناك توسيع بكار التطبيع الإسرائيلي - العربي يسير بخطوات ما، ناهيك عن قضايا ومسائل عديدة تتعلق بالتعاون في الأمن الاقليمي والتعاون الاقتصادي بين دول المنطقة و«تصفير» المشاكل فيما بينها.
هل صانع القرار لدى حماس ينتهز كل هذا المشهد الإقليمي ليدخل إليه وهو إضافة لحقوقه المشروعة يحمل معه أوراقاً أخرى رابحة إلى ميدان الملعب؟ وذلك بنيّة تحقيق أهدافاً معينة قد توصله إلى هدفه الاستراتيجي في مراحل أخرى في صراعه مع إسرائيل، وهو طبعاً مشروع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس؟
الإجابة عن هذا السؤال تتطلب معطيات وتحليل عميق، إنما من حيث الإطلالة المبدئية على المشهد الحالي، ورغم أن الكثير من المحللين ركّزوا على جوانب عسكرية وميدانية وتقنية واجمعوا على نقطة جوهرية ومركزية وهي إن عملية «طوفان الأقصى» فيها الكثير من الإحكام والدقة والمباغتة ومستوى رفيع من التعقيد والتنظيم والسرية الفائقة رغم كل هذا الجانب الميداني وعلى أهميته، إنما يبقى للمراقب الموضوعي يرى أن توقيت «طوفان الأقصى» سيقصي الكثير من الأفكار والرغبات والمصالح إلى وقت آخر، إلغاء أو تأجيلاً، ناهيك عن الإرباك الاستراتيجي المعنوي الذي أصيبت به تل أبيب على المستوى الحكومي والكياني، حيث تؤكد عملية «طوفان الأقصى»، إن مختلف الخطط الأمنية والاجراءات التعسفية ضد الفلسطينيين لم تؤمّن لها الأمن والاستقرار لتل أبيب، بل هذا الأمر بالذات وبعد أن استفحل مؤخراً في باحات القدس وأراضي الضفة الغربية، كان بحد ذاته عاملاً داعماً لقرار «طوفان الأقصى».
وهنا يرى أحد الإعلاميين البارزين، إنه مهما ستتطور العمليات الميدانية خلال الأيام والأسابيع القادمة فإن «عملية طوفان الأقصى»، وضعت تل أبيب أمام خيارين أحدهما مُرّ بالنسبة لها، أما الذهاب إلى تسوية تاريخية مع الفلسطينيين على أساس الدولتين أو الاستغراق في المواجهات الدموية وتعطيل مفعول التطبيع مع بعض الدول العربية.