بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 أيلول 2017 12:03ص عَودٌ على بدء

حجم الخط

ما أن خفت حدة السجال حول ملابسات معركة الجرود وما طلع به أمين عام حزب الله من مقولة الجيش والشعب والمقاومة وجيش النظام السوري، وما أن تمّت التعمية على زيارات وزراء «امل» وحزب الله الى سوريا ودعوة الحكم والحكومة إلى الإنفتاح على النظام السوري وتجديد العلاقات معه من خلال التنسيق الرسمي بالنسبة إلى عودة النازحين السوريين من معارضة وموالاة إلى مناطقهم بعدما حقق جيش النظام انتصارات كبيرة على المعارضة واستعاد 85٪ من الأراضي السورية التي كانت بيدها، ما أن خفت حدة هذا السجال حتى أعاده وزير حركة «أمل» غازي زعيتر إلى الواجهة من خلال زيارة يقوم بها اليوم الى دمشق لعقد سلسلة اجتماعات مع وزراء ومسؤولين في النظام تتناول حسب ما أعلن تصريف المنتوجات الزراعية اللبنانية ومنها التفاح الى تفعيل العلاقات الاقتصادية والتبادل بين البلدين، وكأنه بذلك يُؤكّد ان التحالف الشيعي أو الثنائي الشيعي لم يتراجع عن مطلب وجود التنسيق بين الدولتين اللبنانية والسورية من المنطلقات السابقة نفسها وهي أن نظام الممانعة باقٍ في السلطة ويشهد على ذلك استعادته معظم الأراضي السورية والاستعدادات الجارية لإستعادة دير الزور آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي.
ألا تعني هذه الزيارة لوزير حركة «أمل» بعد المواقف الكثيرة المعترضة على زيارات وزراء الثنائي الشيعي وما تبعها من مواقف لحزب الله تحمل دلالات كثيرة أقلها أن الحزب يعتبر أن انتصار النظام السوري ومحور الممانعة في الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات وأكثر قد حان الأوان لتوظيفه في الساحة اللبنانية عبر إنهاء القطيعة مع النظام وإعادة نفوذه إلى الساحة اللبنانية الداخلية كما كان قبل خروجه في العام 2005 وبقاء اتباعه ومؤيديه من اللبنانيين، بما يلغي مفاعيل سياسة مقاطعة امتدت لأكثر من عقد من الزمن، وقد سبقت الدعوة الى العودة السورية الى لبنان تعبئة سياسية وايديولوجية تولاها حزب الله من خلال اصراره على اعتبار النصر في الجرود لم يكن يتحقق لولا الدور الأساسي الذي لعبه جيش النظام السوري مع ما استتبع ذلك من مواقف حادّة أعادة حالة الانقسام الداخلي مرّة جديدة الى الواجهة.
لا بدّ من موقف واضح يتخذه رئيس الجمهورية من هذا الاجراء الذي يمارسه الثنائي الشيعي لإعادة نفوذ النظام السوري إلى لبنان ولا بدّ ايضاً من موقف حاسم لرئيس الحكومة وحكومته الائتلافية  يضع حداً نهائياً لتطلعات حزب الله إلى عودة العلاقات بين لبنان والنظام السوري إلى ما كانت عليه قبل خروجه المدوي من لبنان إثر اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري حتى ولو كان وزراء الثنائي الشيعي سيعدون لهذا الأمر بشراسة انطلاقاً من الاعتبارات السابقة التي يأخذون بها وهي أن قوى الممانعة المؤلفة من النظام السوري وإيران وحزب الله انتصرت في الحرب السورية، ويجب أن يكافئها لبنان بالسماح بعودة النفوذ لهذا الحلف الثلاثي، وفي اعتقاد الكثيرين ان لبنان مقبل على أزمة سياسية عميقة تشبه الى حدّ بعيد الازمة التي عاشها قبل التسوية الرئاسية والتي كادت ان تطيح بالنظام كلّه.