بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 حزيران 2019 12:04ص عالجوا «الظاهرة الباسيلية» قبل فوات الأوان!

حجم الخط
كُتِبَ الكثير، وقيل أكثر عن الوزير جبران باسيل، خاصة لأنّ اسمه لا ينزل برداً وسلاماً على كثيرين، ويعتبره الحلفاء قبل الخصوم شخصية مُنفّرة ومُستفزّة، والرجل بدوره لا يبخل على خصومه بتصرّفات وأقوال وأفعال، تثير امتعاضهم وتغذّي كرههم.

ويتعمّد الوزير باسيل إطلاق الشعارات الطائفية وإثارة النعرات والتفرقة والحساسيات، ومن خلال سعيه الدؤوب الى رفع شعارات ترسيخ و»استعادة» حقوق المسيحيين المزعومة على حساب أهل السُنّة، وأيضاً من باب تجاوز الدستور. وهو الذي يقال بأنّه صرّح في لقاء، بكل وضوح وثقة بالنّفس، أنّ «السنيّة السياسية أتت على جثة المارونية السياسية، وسلبت كل حقوقها ومكتسباتها، ونحن نريد استعادتها منهم بشكل كامل»، إضافة إلى عبارات وشعارات استفزازية توقظ الفتن وتشعل الحروب الأهلية.

ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل غرّد «صهر الجمهورية» تغريدة تناول فيها موضوع اليد العاملة اللبنانية، ووجوب تفضيلها على غيرها، مع ذكره لليد العاملة السعودية والفرنسية والأميركية والسوريّة والفلسطينيّة والإيرانيّة. وقد أثارت تغريدة الوزير الكثير من التعليقات الغاضبة من قِبل السعوديين، حيث بدأ العديد من رجال الأعمال السعوديين يعلنون على وسائل التواصل الاجتماعي قراراتهم بفصل اللبنانيين العاملين في مؤسّساتهم.

ويبدو أنّ معاليه لم يأخذ بعين الاعتبار مصالح مئات الآلاف من اللبنانيين العاملين في المملكة العربيّة السعودية، ومن بينهم لبنانيون مسيحيون، هو يدّعي دائماً الحرص على حقوقهم ووجودهم وفعاليتهم في لبنان والمنطقة والعالم!

ومعاليه كان قد أعاد إحياء نظريّة العرق المتفوّق عندما اكتشف في وقت سابق الأصل الجيني للأمة اللبنانية، فكتب «لقد كرّسنا مفهوماً لانتمائنا اللبناني هو فوق أي انتماء آخر، وقلنا إنّه جيني، وهو التفسير الوحيد لتشابهنا وتمايزنا معاً، لتحمّلنا وتأقلمنا معاً، لمرونتنا وصلابتنا معاً، ولقدرتنا على الدمج والاندماج معاً من جهة، وعلى رفض النزوح واللجوء معاً من جهة أخرى».

وقد واجهت تغريدات معاليه ردوداً غاضبة ومستنكرة، حيث وصفها كثيرون بأنّها «عنصرية»، وصولاً الى المطالبة بإقالته، حيث أصبحت خطاباته الشعبوية عبئاً ثقيلاً على جمهوره، وعلى الحكومة والعهد وكل لبنان!

لقد أصبح لزاماً أنْ يُجابه هذا التعاطي «الباسيلي» الصارخ النافر بصفٍّ موحّد من العقلاء اللبنانيين، لكبح جموحه السياسي التدميري، الذي تغذّيه طموحات سياسية أنانية وغير محدودة، ومحاسبة الوزير على تصريحاته وخطاباته الاستفزازية للداخل والخارج على حد سواء، قبل أن يتسبّب بأزمات وخضّات داخلية ودبلوماسية لا تُحمد عقباها!