بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 كانون الأول 2023 12:05ص عانى بصمت.. ورحل بصمت

حجم الخط
عندما إتصلت به الأسبوع الماضي للإطمئنان على علاجه، بالكاد تمكن من رد السلام، وأحال الهاتف إلى نجله الذي إختصر الجواب بكلمات: إنها الساعات الأخيرة في رحلة المعاناة. 
عاش أحمد زين الدين بصمت. وعانى بصمت. وعمل بصمت. ورحل بصمت. 
خاض تجربة مريرة مع السلطة الرابعة، كان خلالها يواجه الصعاب، ويتجاوز التحديات، بإبتسامة هادئة، وأعصاب متماسكة، وصوت منخفض، وقدرة على تدوير الزوايا. 
لم يستسلم للروتين، ولم يتحجر أمام التقليد، وشق طريق التجديد في التحقيق الصحفي، حيث اعتمد لغة الأرقام والإحصاءات في مقاربة تجارب الإنتخابات في لبنان، على مختلف المستويات الرئاسية والنيابية والبلدية. وأصدر أبحاثه وتحقيقاته في عدة مؤلفات، باتت من المرجعيات المعتمدة في مراكز البحث والمكتبات الجامعية، سواء في لبنان أم في الخارج. 
لقد تعرفت الأجيال الشابة في لبنان، وكل من يعنيه الأمر من الباحثين، على تاريخ الإنتخابات الرئاسية في البلد الديموقراطي الأول في الشرق الأوسط، مع عرض شيّق لسِيَر الرؤساء والتاريخ السياسي لكل منهم، والظروف السياسية، الداخلية والخارجية، التي أدت إلى وصولهم إلى سدة الرئاسة، مع جوانب مهمة من الكواليس التي رافقت كل إستحقاق رئاسي. 
ولم تكن مجرد صدفة، أن يكتشف زميلنا الباحث والكاتب العديد من الأخطاء في لوائح الشطب الإنتخابية، ويعمل على تصحيحها مع الدوائر المعنية في وزارة الداخلية. 
أحمد زين الدين إختصر بشخصه وسيرته، وأسلوب تعامله مع الزملاء والآخرين وصف «الآدمي»، بأخلاقه، وإيمانه، وتواضعه، ومناقبيته، وحرصه على القيام بالمسؤولية التي يُكلف بها على أكمل وجه، ولو على حساب صحته وراحته. 
إلى جنّات الخلد يا زميلنا العزيز.