بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 نيسان 2023 05:47م عبد اللهيان في بيروت : لبنان ليس أولوية في الاتفاق مع السعودية .. والقرار ل"حزب الله" في الملف  الرئاسي

حجم الخط
لا تنفصل زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، غداً، عن النتائج التي أفضى إليها الاتفاق الإيراني السعودي، والتي لن يكون لبنان بمنأى عنها، وإن لم يكن في طليعة الأولويات التي يعمل الطرفان الإيراني والسعودي على إيجاد الحلول لها . وإذا كان قطار الحلول يفترض أن يبدأ بالموضوع اليمني الذي يحتل الأولوية بالنسبة للطرفين، إلا أن لبنان لا يمكن إلا أن يستفيد من نتائج هذا الاتفاق الذي يشهد سرعة لافتة في تنفيذه بين طهران والرياض، بانتظار الإيجابيات المتوقعة على صعيد عدد من ملفات المنطقة الساخنة، ومن بينها لبنان، وتحديداً ما يتصل بالانتخابات الرئاسية، بعد ما يقارب الستة أشهر على الشغور الرئاسي.

وفيما يحط رئيس الدبلوماسية الإيرانية في بيروت، يستكمل سفير خادم الحرمين الشريفين وليد البخاري، جولاته على القيادات السياسية، ربطاً بالحراك السعودي المتصل بالاستحقاق الرئاسي، حيث يتوقع أن يلتقي رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع . وكشفت المعلومات ل"موقع اللواء"، أن زيارة الوزير الإيراني غايتها وضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء مرحلة ما بعد الاتفاق الذي وقعته بلاده مع المملكة العربية السعودية، وما هي التداعيات المرتقبة له على الكثير من القضايا السياسية والأمنية في الإقليم . وهذا ما يفرض على لبنان أن يقطف ثمار هذا الاتفاق، سعياً لتجاوز العديد من الملفات العالقة، وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية التي ستكون من بين الموضوعات الأساسية التي سيتم بحثها بين الزائر الإيراني والمسؤولين اللبنانيين .

وأشارت المعلومات إلى أن الوزير عبد اللهيان لا يحمل معه أي مبادرة حل بشأن الموضوع الرئاسي، لكنه سيؤكد استعداد بلاده للمساعدة على هذا الصعيد، وستكون لقاءاته مناسبة لحث المعنيين بالشأن الرئاسي، على تسريع الخطى من أجل التوافق على إنجاز الانتخابات، لما فيه مصلحة اللبنانيين، وإن أجمعت مواقف القوى المعارضة في المقابل، على التأكيد أن الوزير الإيراني لن يمارس أي ضغط على "حزب الله" لسحب مرشحه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، لمصلحة مرشح وسطي، قادر على استمالة المكونات السياسية، في ظل الأوضاع الدقيقة التي يمر بها لبنان، وبعد الانهيارات التي طالت مؤسساته ومرافقه . وهذا ما سيدفع الحزب إلى التمسك بمواقفه من الموضوع الرئاسي، وما صدر عن الشيخ نعيم قاسم، يؤكد أن الأمور لا زالت سائرة بهذا الاتجاه . لا بل أن إيران تعتبر لحزب الله الحرية في اتخاذ أي قرار يراه مناسباً من هذا الموضوع .

وتكشف ل"موقع اللواء" أوساط خليجية، أن "الهوة لا زالت عميقة بين الموقفين السعودي والإيراني من الموضوع الرئاسي في لبنان، رغم توقيع الاتفاق بين البلدين . وإذا كانت الرياض ترى أن وضع لبنان يتطلب رئيساً بعيداً من الحزب، ويحمل نهجاً سيادياً وإصلاحياً في ظل ظروف لبنان الصعبة، فإن الإيرانيين على المقلب الآخر، يدعمون حليفهم "حزب الله"، طالما أنه يتبنى خيار فرنجية، أو أي شخصية أخرى من نفس المحور . ولا يظهر أن طهران قد بدلت في موقفها من الانتخابات الرئاسية اللبنانية، بعد توقيع الاتفاق مع السعودية . طالما أن الحزب متمسك بفرنجية، ولا يبدي أي ليونه باتجاه مرشح توافقي مقبول من معظم الأطراف السياسية" .

وأكثر من ذلك، فإن هناك من يخشى من أن تكون زيارة الوزير الإيراني، تكملة لأهداف زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى بيروت، في إطار سعي محور ما يسمى ب"الممانعة" إلى ربط لبنان بساحات المقاومة في المنطقة، وهذا ما سيزيد من حجم المتاعب أمام اللبنانيين، ويبقي الوضع على ما هو عليه من التأزم على مختلف الأصعدة، بعد صواريخ الجنوب اللقيطة، وفي ظل خشية حقيقية من إعادة تكرارها في أي وقت، استجابة لمخططات هذا المحور .