بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2018 12:00ص عصا سحرية

حجم الخط
فيما يواصل الوزير جبران باسيل بطلب من رئيس الجمهورية زياراته للقيادات السياسية والروحية في مسعى جديد للخروج من الأزمة الحكومية المستعصية، ويحاول بعد كل لقاء أن يضخ ذبذبات إيجابية، يعرب أكثر من مصدر متابع لهذا التحرك عن اعتقاده بأن تفاؤل رئيس التيار الوطني غير واقعي، وغير مبني على معطيات حقيقية، وبالتالي هو تفاؤل مصطنع، يهدف في الدرجة الأولى التي التخفيف من صدمة اللبنانيين من انسداد كل أفق الحل ودخول البلاد في الفراغ القاتل، ذلك لأن الواقعية نفسها تقول بأن الوزير باسيل لا يملك وليس بإمكانه أن يملك عصا سحرية بعد ما اصطدمت كل المساعي والجهود التي بذلت خلال الأشهر الخمسة الماضية بالطريق المسدود بقرار واضح من أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله عندما وضع شرط توزير أحد النواب السنة الستة المحسوبين على 8 آذار واستطراداً على النظام السوري في الحكومة العتيدة التي يريد الرئيس عون ان تكون حكومة العهد الأولى التي يأمل من خلالها أن يحقق بعض الإنجازات التي تترك بصمة مضيئة لعهده.
فالاجواء التي سادت بعد خطاب السيّد وما قبلها من ردود للرئيس المكلف سعد الحريري، ولرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس حزب القوات اللبنانية، لا تترك أي مجال للشك بأن الأزمة الحكومية دخلت في تعقيدات قد يكون من المستحيل على الوساطة التي يبذلها رئيس الجمهورية - عبر رئيس التيار الوطني الحر، أن تنجح في تذليلها في المدى المنظور على الأقل، وإذا كان الوزير باسيل ما زال يتحفظ في الإعلان عن هذه الحقيقة فلأنه يدرك تماماً خطورة تداعيات مثل هذا الإعلان على الأوضاع الداخلية التي تعاني أيضاً من حالة الجمود العامة نتيجة التأخر في تشكيل الحكومة بالرغم من دعوات الدول الخارجية والإقليمية للمسؤولين لكي يقدموا على هذه الخطوة إنقاذاً للوضع الداخلي الذي يترنح على شفير الهاوية كما تجمع عليه التقارير الدولية.
يقولون في بعض وسائل الإعلام أن الوزير باسيل يحمل في جعبته حلاً لعقدة توزير أحد النواب السُنّة الستة، وأن اتصالاته مع كل القيادات السياسية والروحية هي من أجل تسويق هذا الحل الذي يقوم كما سُرِّب على توزير شخصية سنية يقترحها رئيس الجمهورية، وتكون مقبولة من الرئيس المكلف ومن الأمين العام لحزب الله، غير أن هذه المقولة سقطت بعد المؤتمر الصحفي الذي ردّ فيه الرئيس المكلف على حزب الله وحدد فيه موقفه النهائي من كل ما هو مطروح من اقتراحات لحل عقدة توزير أحد النواب السٌنّة الستة المحسوبين على قوى 8 آذار بما فيها هذا الاقتراح المتداول، وأصبحت الأزمة الحكومية أمام منعطف آخر بعيداً كل البعد، فإما أن يصدر رئيس الجمهورية مرسوماً بالتشكيلة التي وضعها الرئيس المكلف بالتوافق معه ومع كل الآخرين باستثناء حزب الله، وإما ان تبقى الأزمة الحكومية تراوح مكانها إلى ما شاء الله.
ومما يزيد في تعقيد الأزمة، وانعدام كل الآفاق التي يُمكن أن تؤدي إلى إيجاد حل لها حرص رئيس الجمهورية على التمسك بتفاهمه الاستراتيجي مع حزب الله، وبالتالي عدم السير في أي اتجاه يُناقض هذا التفاهم، بالرغم مما يتردد في الوسط السياسي هذه الأيام، عن أزمة صامتة بين بعبدا والضاحية ناتجة عن مشكلة توزير أحد النواب السنة الستة المحسوبين على النظام السوري، على الرغم من ان ثمة من يستبعد حصول مثل هذه الأزمة بين الاثنين، ويرى أن تحركات باسيل لم يكن حزب الله بعيداً عنها.