بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 كانون الأول 2019 12:00ص عقبات تتراكم

حجم الخط
الرئيس ميشال عون وعد من الصرح البطريركي بحكومة تبصر النور قبل عيد رأس السنة الذي لم يعد يفصل اللبنانيين عنه سوى بضعة أيام، فهل يصدق بوعده أم ستتحول العقبات السياسية الكثيرة التي تظهر تباعاً على طريق الرئيس المكلف حسان دياب دون ذلك في الموعد المرجو؟

لا أحد يملك الجواب بعد، لكن الأكيد والثابت حتى الساعة ان ثمة عراقيل جدية بدأت تفرض نفسها في مشهد التأليف ليس مصدرها كما يروّج الفريق الأكثري الذي سمى دياب تيّار المستقبل وفيتو أهل السنة المرفوع في وجه الرئيس المكلف، ولا الحزب التقدمي الإشتراكي بزعامة الوزير السابق وليد جنبلاط وحزب القوات اللبنانية بزعامة الدكتور سمير جعجع اللذين وصفا نفسيهما قبل التسمية وبعدها خارج الحكومة التي سيشكلها الرئيس المكلف فحسب، بل تلك التي يرميها «عرابو» دياب في وجهه، والمقصود هنا حزب الله وحركة أمل وربما الوزير المستقيل رئيس التيار الوطني وتكتل لبنان القوي جبران باسيل الذي أبعد نفسه منذ التكليف عن الأضواء بعد ما أعطى الرئيس المكلف كلمة السر. اللذين على ما يبدو لم يستسيغا لا شكل الحكومة التي يقترحها الرئيس المكلف من قبلهم ولا طبيعتها، والتي تتجاوب إلى حدّ التطابق التام مع الحكومة التي أقرتها الثورة وهي من الاختصاصيين المستقلين تماماً عن كل الأحزاب والكتل النيابية بما في ذلك تلك التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة، في حين يصر الثلاثي إياه على حكومة ظاهرها من الاختصاصيين وحقيقتها من الاتباع المرضي عنهم.

التباعد في وجهات النظر هذا المضاف إلى العطب الميثاقي التي يصر الثلاثي على الامعان في خرقه وفي ولادة الحكومة به، بالرغم من تداعياته العديدة والموجعة تلغي الوضع الداخلي المأزوم أصلاً والذي بات استمراره ينذر بمجاعة عامة وفوضى عارمة، هذا التباعد في وجهات النظر بين الرئيس المكلف والذين تبنوا تكليفه عنوة لتشكيل الحكومة لا بدّ وأن يؤثر سلباً على التشكيل وعلى رغبات سيّد بعبدا بحكومة «اختصاصيين» قبل حلول عيد رأس السنة الميلادية، وهذا ما أكده اجتماع الساعتين الذي انعقد في القصر الجمهوري بين الرئيس عون والرئيس المكلف، وخير دليل على صحة ذلك، امتناع دياب على غير عادته منذ كُلف من أي كلام يحمل في طيّه نوعاً من الاطمئنان.

إلى أن عجلة التأليف تسير على الخط الصحيح، وصولاً إلى حكومة الانقاذ من وزراء اختصاصيين ومستقلين عن كل أحزاب السلطة، ومن يُقرّ ما صرّح به رئيس الجمهورية أمس يعكس بدوره أجواء سلبية وليست إيجابية عن المسار الذي قطعته الاتصالات الجارية لتشكيل حكومة لإنقاذ التي يطالب بها الثوار الذين غابوا نسبياً عن الساحات لتمضية عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية من جهة وحتى تتبلور صورة مشهد التأليف من جهة ثانية.

ويلاحظ في هذا السياق أن الرئيس المكلف عكس هذا الخلاف في تغريدة على تويتر قال فيها «عشت مستقلاً، وسأبقى مستقلاً» أما التصنيفات فلا تعني لي شيئاً، لأن القضية الرئيسية تتمثل في تحقيق نهضة لبنان والوصول إلى نتيجة ترضي اللبنانيين، ولا يعني ذلك أن مسألة التأليف ما زالت معقدة، وأن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات بسؤال برسم الرئيس المكلف نفسه.